سلسلة مقالات ألفاظ القرآن الكريم.."وذلك ممّا أعْلمني ربّي" الجِهَاد في القرآن الكريم Jihad In the Holy Quran

 سلسلة مقالات ألفاظ القرآن الكريم.."وذلك ممّا أعْلمني ربّي"

الجِهَاد 

في القرآن الكريم

Jihad 


In the Holy Quran


أ.د.عماد علي الخطيب

هل أنتَ من المجاهدين؟ هل أنتِ من المجاهدات؟

"الجِهَاد"لفظ إسلامي بامتياز، ولا تعريب له، أو ترجمة، وقد نشأ مع الإسلام، ولم تذكره العرب قبل الإسلام، وليس له مرادف، وغير قابل للتأويل.. ويفهم من مغزاه - في المطلق– أنه (الحامي لعِرض المسلمين، والمُدافع عن هَيبتهم).

ويرتبط معنى "الجهاد" بـ (المشقّة والتّعب)، ويفهم ذلك من ذكر القرآن الكريم للمعنى الضّدّ والمُعاكس مثل كلمة"القاعدين"الذي يدلل على (الراحة) وهي عكس (المشقة)، كما في قوله تعالى: " لَّا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ".

وخرج "الجهاد" عن معناه (المشقة) إلى معنى (طلب رضا ربّ العالمين) "جاهَدُوا فينا"، و(الصّدقة) "لا يجدون إلا جُهدَهم"، و(الحِلفان) "وأقسموا بالله جَهْدَ أيمانهم"..

وورد "الجهاد" 26 مرة، 10  مرات منها في سورة واحدة هي (التّوبة)، وتوزع الباقي على 15 سورة.. وفهم مغزاه دون ذكر صراحة "الجهاد" عند الحديث عن (القتال) و(النّفير) في 43 آية.

واستخد "الجهاد" اسمًا وفعلا، وفي الأسماء، غلب استخدامه (جمعًا) "المجاهدين" 4 مرات، وفهم منه معنى (المشاركة)،وقل المفرد عن الجمع "جهادًا" مرّتان؛ لأنّ المشقة تحتاج إلى جماعة؛ كي يُعينوا بعضهمعلى تحمّلها..

وتكررت "فضّلَ الله المُجاهدين" مرّتين، وفي آية واحدة.

كما غلب استخدامه(فعلاماضيًا)"جَاهَدَ" 11 مرة، واستخدم (فعلا مضارعًا)"يجاهدُ" 4 مرات؛ لأنّهيريد أن يثبت في الأذهان صورقصص ماضية للجهاد والمُجاهدين.. كانت قد حصلت في الزمن الماضي؛ كي نكون مثلهم.

واستخدم 5 مرات (فعلا أمرًا) "جَاهِدْوا"، "جاهِدهُم"،و"جاهِد"، ثلاثة منها خاطبت النّبيّ الكريم -صلى الله عليه وسلم- " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ".

وسبق (الفعل الأمر) "جاهِدوا" (الاسم) "جِهاده" إذا اجتمعا في آية واحدة معًا "وجاهَدُوا في الله حقّ جِهَادِه"؛ لأنّ "الجهاد" فعل،ونحن مأمورون به، وليس مجرد اسم لنتغنّى به..

كما سبق (الفعل الماضي) "جَاهَدَ" (الفعل المضارع) "يُجاهدُ" إذا اجتمعا في آية واحدة معًا "ومن جاهَدَ فإنّما يجاهِدُ لنفسه" للسبب نفسه الذي قدمناه.

وسبق "الجهاد" ألفاظ كما تبعه أخرى.. ومما تبعه"في سبيل الله" 10 مرات، و"أموالكم وأنفسكم"، 7 مرات، وسبق (جهاد المال) (جهاد النّفس) في الترتيب؛ لأنّ النّفس تحبّ المال وحريصة عليه، ولأنه ليس من السّهل التّنازل عنه،مع أهمية المال في تجهيز المُجاهدين أيضًا وإعمار عَتادهم.

وأكثر الألفاظ التي تسبق "الجهاد" هي "آمنوا"و"هاجَروا" 6 مرات؛ فـ "الجهاد" صفة من صفات المؤمنين ولازمة من لوازمهم، وحتى عندما ذكرت الآيات الكريمة "القاعدين" قالت "مِنَ المؤمنين"، فلا نهتم للقاعدين ممن كانوا من غير مؤمنين،كما أنه لا "جهاد" لمن لا إيمان له..ولا (هجرة) إلا بعد (إيمان).. فالإيمان محيطٌ كبير يضمّ خيرًا كثيرًا، وعليك أيها المؤمن أن تستخرجه!

وأخيرًا..

فتقسّم آيات"الجهاد" الكريمةالنّاس إلى (طرفين) "الذين آمنوا بالله" (طرف أول)، و"الكفّار"،أو"المُنافقين"، أو"الفاسِقين"، أو"المخلّفون" (طرف ثانٍ)، فإما أنك من صفّ هؤلاء، أو من صفّ هؤلاء.. ولا يوجد موقف وسط! فمن كان مع "الجهاد"، فهو من صفّ "الذين آمنوا بالله"، ومن كان ضدّ الجهاد فهو من صفّ (المنافقين والفاسقين) ولا احتمال ثالث!

كما تقسّم الآيات الكريمة "الجهاد" إلى (جهادين) هما (الجِهاد بالقول) "وجاهِدهم به جِهادًا كبيرًا"،و(الجِهاد بالفعل) وهو (الجهاد بالمال) أو(الجهاد بالنّفس) أو (بهما معًا) ولا شكّ أن كلا الجهادين صعب، وأنه لا "جهاد" بغيرهما!

 

 

 

·         انشر.. وخذ أجرًا.. فحقوق النشر متاحة.

تعليقات