أنموذج القيادة الذّكيّة للعالم (نحو نظام عالميّ يُحاكي نظام قيادتنا الإسلاميّة) أ.د.عماد الخطيب

 أنموذج القيادة الذّكيّة للعالم

(نحو نظام عالميّ يُحاكي نظام قيادتنا الإسلاميّة)



بقلم: أ.د.عماد الخطيب

لقد شكّلت قصص بطولات ماضينا (مع واقعنا المعاصر) ثنائيَّا نادرًا..

الأمر الذي صقل شخصيّاتنا العصاميّة بروح المغامرة، وجهّزها لتأسيس حاضرها وفق نشاط ذهنيّ هو الأكثر تصالحًا مع ذاته في العالم.

وما زلنا على تواصل مع ما يزيد على (1400 سنة) وباستمرار..

نتمثّل "ركائز"، ونتميّز بتكاملنا تارة مع ماضينا، أو بتنافسنا معه تارة أخرى؛ لأنّ كلّ ما نسعى إليه هو "المصلحة الجمعيّة لعموم البشر"، لا المصلحة الفرديّة، وهكذا علّمنا "دستورنا" القرآنيّ العظيم.

ثم قُدْنا العالم بقيادة تشاركيّة..

كما علّمنا قائدنا المؤسّس صاحب النّفس الأقوى نبينا محمد عليه أفضل الصّلاة والسّلام، الذي نقل إلينا الفكر المجبول بحُبّ الخير للنّاس أجمعين.

فمَنْ كان يظن أنّ نجاحنا في (مزج العالم) قد صار دستورًا عالميًّا لا يقلّ أهميّة عن نجاح أهدافنا في توسيع قاعدة علاقاتنا مع النّاس وبكافة الاتّجاهات!

لقد جعل كلّ منّا يستفيد من الآخر..

فنذكر حين فُرِضَ علينا (التّعايش في الأندلس) كيف قُدنا العالم تدواليًّا من حيث المواقع والمهام والمتطلبات (رِجل في قرطبة والأخرى في بغداد).

إنّنا ورثة "تعاليم القرآن الكريم" ولنا ثقافة قُطباها "أحِبّ للنّاس ما تحبّ لنفسك" و"عاملْ النّاس كما تُحبّ أنْ يعاملوك به".

ومن هنا..

نتذكر كيف استفاد العالم من انفتاحنا الاقتصاديّ..

الذي لم يكن انفتاحًا لأغراض تجاريّة صَرفة، بقدر ما كان إحساسًا منّا بما منحنا الله تعالى إيّاه من قَبول لدى النّاس، ثم توفيقًا من لدنه سبحانه وتعالى يعود إلى تبادلنا الحبّ بيننا وبين النّاس على حدّ سواء.

وهكذا.. سارعنا إلى تأسيس واقع تنمويّ غير مسبوق في العالم!

كنّا أوائل من عرفوا (الجَودة) فنقلنا أهميّة إتقان العمل إلى كلّ مَنْ يعمل معنا. شكّلنا بوصلة لكل مجتهد. وعنوانًا هو الأبرز لكلّ قصّة نجاح.

لم يكن قَدَرًا مارقًا ذاك الذي اتّخذناه في تأسيس (بيت المال) ولا افتراضًا عشوائيًّا؛ لأنّنا أردنا أنْ نتعايش معًا، وأنْ نظل معًا.. الفرد بنَفَس الجماعة، والجماعة بنَفَس الفرد.

وهو ما كان..

وإنّ أحد أهم أسرار نجاح قيادتنا للعالم، وتمدّدنا؛ أنّنا لم نعش فرادى، ولا برأيّ متعصّب لشخصنة من أيّ قبيل، بل عشنا لنا جميعًا!

فأسّسنا وطوّرنا وبنينا وخطّطنا ورسمنا مستقبلا لكلّ صغيرة أو كبيرة..

وتركنا إرثًا أخلاقيًّا سابقًا للإرث الماديّ الذي سلّمناه لأبنائنا ونحن نوصيهم: "أنْ يستمسكوا بالعروة الوثقى".

وأختم لمَنْ لا يعلم..

فالرّياح التي هبّت علينا لم تكن كلّها كما تحبّ سفننا!

بل إنّه وفي الأغلب سارت الرّياح عكس اتّجاه سفننا؛ ممّا اضطرنا إلى مضاعفة جهدنا، وتوليد حديث مع أناسٍ لم نعهد لهم بالا من قبل.. فجدّفنا ليل نهار؛ لترسو سفينتنا على شاطئ الأمان.

ولأنّ واجبنا قيادة العالم.. ظهر منّا الرّجل القائد الذي يستحق اسمه ولقبه..

ولو لم يكن منّا القائد، لوجب أنْ يكون؛ لأنّنا أصحاب فَرَاسة، وعندنا من الحُبّ ما يوزّع على العالمين!

فلنا في كلّ ذاكرةٍ سيرة.. ولو أمكن جمع ما يتناقله النّاس عنّا، فسيمنع طول الوقت من إتمام سيرتنا، ولكنّها الأعمال تُنجَزُ بالمجموع لا بالإحاطة.

فنشكر كلّ من حاولوا كتابة سيرتنا..

ونشكر كلّ من اهتموا في تحرّي الواقع والصّدق في كتابتهم لسيرتنا.

وبعد،

فيا قيادات العالم:

اقرؤوا سيرتنا، واحذو حذونا، فلا ارتجال في (حُبّ البشر) ولا ارتجال فيما لا تتقنوا صُنعه. أحبّوا البشر. أخلصوا لهم. فسيُخلصون لكم، وتتحسّن أحوالكم. وتنتظّم حياتكم. ولو بعد حين.

  

 

 

 

   

تعليقات