(أنا الله) في القرآن الكريم عظمة ربّ العزّة في إخبارنا عن أفعال جلالته وصفاته أ.د.عماد الخطيب (I am God) In the Holy Quran
(أنا الله)
في القرآن الكريم
(I am God)
In the Holy Quran
"عظمة ربّ العزّة في إخبارنا عن أفعال جلالته وصفاته"
أ.د.عماد الخطيب
ورد ضمير (أنا) في القرآن الكريم (122) مرّة. ويخصّنا منها (أنا)
الخاصّة بلفظ الجلالة (الله) والدّالة عليه جلّ شأنه. وتبع (أنا) لفظ الجلالة
(الله) (3) مرّات: "إِنَّنِي
أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا"،
و"إِنَّهُ
أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، و"إِنِّي أَنَا
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ". وقد لا يتبعه "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ"، و"أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ".
وتكرّر (أنا) في
آية واحدة (مرّتين) بعد توكيد شأن وتعظيم " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ
إِلَّا أَنَا".
وورد (أنا) بديلا عن لفظ الجلالة (الله) مرّتين "أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إلَّا أَنَا"، وسُبِقَ
(أنا) بالتّوكيد على الشّأن "إنّني"، و"إنّه"، و"إنّي" وكلّها
دالة على (الله) جلّ وعلا.
كما تقدّم (أنا) غالبًا على جملته؛ وقد يتأخّر عنها وعن لفظ الجلالة "كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي".
وفي تقدّمه غَلَبَة؛ ليخبر عن أفعاله جلّ وعلا على سبيل التّقرير
والبرهان؛ من ذلك إخباره عن امتلاكه للقَدَر "أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ "،وامتلاك التّغيير "أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ"، وتفرّده (بالخَلْق) الذي ورد على صور، منها (خلق الإنسان)
ورد (مرتين) واحدة منها عامة "أَنَّا خَلَقْنَاهُ "، وواحدة للدّلالة على الخَلْق من
العدم " أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ ".
كما أخبرنا القرآن الكريم عن (خلق الليل) بعد (أنا) المؤكّدة
للإشارة إلى (الملكيّة) "أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ"، وخلق الأنعام وإملاك النّاس لها " أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ "، ثم أخبرنا عن فعل الإهلاك" وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ"، والتدمير "أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ "، وإنزال الوحي " أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ"، ومعجزة أمن الحرم " أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا "، وتوفير (الماء) تارة بسَوْقِهِ " أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ"، وتارة بصَبّه " أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا "، ثم بجعله حاملا للسّفن " أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ ".
وأخبرنا القرآن الكريم عن صفات الله -جلّ وعلا- بإتباعها لضمير
(أنا) المؤشّر للفظ الجلالة (الله): فتبع (أنا) صفة واحدة، بعد ذكر لفظ الجلالة (الله) " إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ"،
وتبعه (صفتين) دون ذكر لفظ الجلالة (الله)، ووردت مرة (مؤكّدة بإنّي) "أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"، و"إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ"، ووردت غير مؤكّدة "وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ "، وتبعه (صفتين) بعد ذكر لفظ
الجلالة (الله) " إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
وهكذا..
فضمير الشّأن الدّال على التّعظيم "إِنّه
أنا" وأسماء الله تعالى بعده "العَزيزُ الحَكيم" أو غيرهما زيادة
في التّعظيم. وللاختيار
دلالات تناسب كلّ حَدَث أو مَقَام؛ فلمّا تجبّر (فرعون) وتكبّر "بِعِزّةِ فِرعَوْنَ"
أكّد الله تعالى إلى (نبيه موسى عليه السّلام) أنّه هو (العزيز) -جلّ شأنه- ولا
عزيز سواه.
كما أكّد الله تعالى أنّه هو (الحكيم)
ولا حاكم ولا ذا حكمة سواه.
ويقاس على ذلك قوله تعالى في القرآن
الكريم "أَنا اللهُ ربّ العالمينَ" ففي ذلك من التّعظيم ما لا يخفى. و"أنا
ربّك"، و"إنّه أنا الله" فانظر ما فيها من مقام التّفخيم والتّعظيم
الذي يليق بجلال الله تعالى وعظمته.
تعليقات
إرسال تعليق