عماد الخطيب يكتب: حَرْبُ العُقُول والبَيَانات.. لا حَرْب الدَّبَابات " حَذّرَنا طَلال أبوغَزَاله مما جَرَى في لُبنان.. ومُنْذ زَمَن"

 

حَرْبُ العُقُول والبَيَانات.. لا حَرْب الدَّبَابات

" حَذّرَنا طَلال أبوغَزَاله مما جَرَى في لُبنان.. ومُنْذ زَمَن"



"دائمًا أمدح أمريكا لأنّها وهبت (الإنترنت) لنا، وأشكرها".

و"علينا العلم بأنّ (الإنترنت) ما عاد احتكارًا على أمريكا وحدها؛ لأنّ (الصّين) اخترعت (الإنترنت) الخاص بها". و"الحرب القادمة ليست حرب دبابات، بل حرب عقول".

إنّ القوة المتنامية للصّين هي الدافع "الجيو/سياسي" الذي استثناها من التّجمّع الهنديّ-الباسيفيكيّ الرّباعي المتكوّن من [الولايات المتحدة، وأستراليا، والهند، واليابان].

مع أنّ العالم قد أصدر قائمة (مجموعة المبادئ المُشتركة حول التّكنولوجيا) التي منها التأكيد على القيم المُشتركة، وعدالة المُنافسة، وتوفير النّظام البيئيّ التّقنيّ المفتوح والآمن.

وفي سيرة (طلال أبوغزاله) العامرة يتذكّر يوم ترأس ائتلافًا دوليًّا في الأمم المتحدة حول تقنية المعلومات والاتّصالات للتّنمية، وبحث مع زملائه عام 2000 شؤون الإنترنت على مستوى عالميّ رسميّ، كما بحث نظام "حاكميّة الإنترنت" Governance بمعنى حُسن إدارته، دون مساس ملكيّته ولا قرارات إدارته. ويتذكر إنشاء "المنتدى الدّوليّ لحوار الإنترنت Internet Governance forum" الذي أردفه عقد مؤتمر سنويّ؛ لبحث شؤون الإنترنت "موضوعًا ومستقبلا محتومًا".

ومن هنا فقد عَلا مصطلح (العولمة التّقنيّة)، بدلا عن (الانغلاق الرّقميّ)؛ بحجّة تأمين خط الدّفاع القوميّ، ضد أيّ مخاطر محتملة سيجلبها (عالم التقنيات الجديد) واستفادت منه الدول العظمى على حساب بيانات جاهزة قدمتها الدول التابعة!

فدعانا (طلال أبوغزاله) منذ زمن إلى إحياء مصطلح (قوميّة الإنترنت) بدلا من مصلطح (العَولمة)، ودعانا إلى دخول عالم التّنافس الرّقميّ عبر (توطين الرّقميّة آلة وبرمجيّات) ، وأن ننشئ مركز (الأمن السّيبرانيّ) ضدّ أيّ خطر خارجيّ قبل الدّاخليّ! لأنّ ذاك هو السّبيل للمنافسة على (قيادة العالم).

وماذا بعد؟

إن العالم اليوم يتبادل البيانات، وفق مبدأين هما: (التّعاون المعرفيّ المشترك)، و(سلاسل التزويد العالميّة ذات الأثر المشترك) وقد تُباع البيانات بأثمان لا تتخيّلها (حسب العرض والطّلب)!

هذا، وتمتد شبكات الاتّصال عبر الحدود وأسفل البحار، وفق قانون (المحافظة على التراث البشريّ) المعمول به في الأمّم المتّحدة. الأمر الذي سيخدم أيّ دولة منفردة، وسيخدم مواطنيها.. وسيخدم العالم كلّه على حدّ سواء. ولكن "ستبقي السّيطرة بيد مُصدّر الشّبكات ومَصْدَرها الأول".

إنّ التقنية والبرمجيات "سيدة الموقف اليوم" ولا غير إذًا!

فإذا كانت (طلال أبو غزاله التقنية) الشّركة العربيّة الرّائدة في توطين ابتكار (الأجهزة الرّقميّة) في العالم العربي. فإنّنا نعي لماذا ينادي (طلال أبوغزاله) بالمشاريع الرّيادية الرّقميّة، ويرشدنا إلى تخطّي سباقات التّجارة الإلكترونيّة.. لأنّه ينادينا إلى المستقبل!

لقد آن الوان لنصنع (العرب) العلاقة الإيجابيّة بين دولنا ومواطنينا؛ فبعد أنْ كنّا نقول بوجوب توفير الخدمة الأسرع عبر التقنية، فإنّنا ننادي اليوم بالأمان من الحرب الرّقميّة القادمة التي لا يخفى عليها أيّ بيانات. فقد آن الأوان (للاستقلال الرّقميّ العربيّ).

إنّها الرّقميّة: صاحبة الولاية على تحقيق نظامٍ من المساواة بين سكّان الكوكب. وليس ما نناديه اليوم من المساواة بين المواطنين فقط.

وأخيرًا..

فعلى المصالح السّياسية الضّيقة ألا تعيق إنتاج [إستراتيجية عروبيّة لفضاء إنترنت عروبيّ] لا يعتمد على استيراده من الخارج؛ وعلينا ألا نرضى بالإنترنت المُجزّأ، وعلينا أن نأخذ من الشّعارات العالميّة الخاصّة بعالم الإنترنت ما يخدم مصالحنا، وألا نرددها فقط كما في (قواعد عالميّة الإنترنت)، و(السّوق العالميّة عبر الإنترنت) و(البيئة المنفتحة للتقنية)، وعليه ستختفي من واقعنا شعارات مثل (السّياج الفكريّ المنغلق)، و(خطر الإنترنت على الدّولة) لصالح شعار (قيادة العالم).

 


تعليقات