مَعَايِير انْتِخَاب المُرشّحِين فِي الإسْلام "مَنْ أَنْتَخِب؟ وَمَنْ لا أنْتَخِب؟" يكتبها: أ.د.عماد علي الخطيب
مَعَايِير انْتِخَاب المُرشّحِين فِي الإسْلام
"مَنْ أَنْتَخِب؟ وَمَنْ لا أنْتَخِب؟"
الأستاذ الدكتور عماد علي الخطيب
تعرف كيف تبني مسجدًا، وكيف تؤدّي زكاة مالك. ولا تعرف (معايير الانتخاب) في الإسلام!
"هل آثم إذا انتخبتُ مَنْ لا صلة له في الدّين
والأخلاق والإصلاح" وما هو الدّليل؟ الجواب (نعم) "مَنْ انتخب مَنْ يعلم فساده
فهو آثم؛ لسوء اختياره، ولأنه غَشَّ الأمّة، وضيَّع الأمانة، وشارك الظالم على
ظلمه" .
أمّا إذا كان لا يعلم بحال من انتخبه، فالمصيبة أكبر!
ولا يحقّ له أنْ ينتخب دون علمه بصفات مَن انتخبه. وعليه أن
يصنع (جدول معايير المفاضلة بين المرشّحين) من حيث الأربعة (القوّة)،
و(الأمانة)، و(الفُجُور)، و(السّلبيّة).
فأنتخبُ
(القويّ الأمين)، والقوّة تأتي من (العلم بالعدل). والأمانة تأتي من (خشية الله
تعالى) وفي القرآن الكريم: "إنّك
اليوم لدينا مكينٌ أمين", و"إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ
الْأَمِينُ"، و"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ
إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ".
ولا
أنتخبُ (الفاجر الجريء على
الباطل)، ولا (السّلبيّ). و(جرأة الفاجر على الباطل) فساد في ذات الفاجر وإفساد للنّاس.
والسلبيّة داء فهناك نمط من البشر لا يحبّون إلا أنفسهم ولم يستدلّوا بعد على
(الجين) الذي يُجبّب إليهم مساعدة الآخرين!
لقد استعاذ من (الفاجر)
و(السّلبيّ) الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- "اللهم إنّي أعوذ بك من
جَلَد الفاجر وعَجْز الثّقة" والنّوعان لا خير فيهما؛ و(جَلَد الفاجر) قوّته على الباطل، و(عَجْز
الثّقة) المتردّد الضّعيف ولو كان صالحًا؛ فإنّه لن ينفع إلا نفسه ولن ينفع النّاس.
ولن يستفيد الصّالح من إصلاح نفسه إلا إذا تحقّق الإصلاح لمَنْ حَوْله. والعكس
صحيح.
وفي الحديث: "أحبّ
النّاس إلى الله أنفعهم" و"انظر ما يؤذي النّاس فاعزله عن طريقهم" و"خيركم
مَنْ يُرجى خيره ويُؤمَن شرّه، وشرّكم مَنْ لا يُرجى خيرُه ولا يُؤمَن شرّه".
وبعد:
فمطلوب أنْ نختار من
هذه صفاته:
·
صاحب الجَلَدَ في الحقّ.
·
والقوَي الثّقة الصّالح المُصلح.
·
والأنفع للنّاس.
·
ومُدخل السّرور على
المسلم.
·
كاشف الكُرُبات.
·
مقضي الدَّين.
·
طارد الجُوع.
·
الماشي في حاجة أخيه المُسلم.
الذي يفهم متى يكون
الاعتكاف في المسجد أقلّ أهمية من المشي في حاجة النّاس. والكافّ لغضبه السّاتر
لعورة أخيه. والكاظم لغيظه على قوّة منه. والّذي يهتم بملء قلبه رضى يوم القيامة.
والماشي في حاجة أخيه المسلم حتى يُثبتها له. الرّاغب في أنْ يُثبّت الله تعالى قَدَمه
يوم تزلّ الأقدام. الضّابط لخُلُقِه. المُخرج لسوء الخُلُق من قاموس حياته.
وهكذا..
فلا يحقّ لي ألا أنتخب إنْ عرفت القويّ الأمين الصّالح
صاحب الجَلَد. فإنْ جهلت فلا أنتخب. وهذا ليس عذرًا! ألا أعرف. فلا يحقّ أنْ أدّعي
الجهل وألا أحاول التّبيان. وعليّ التّثبت. ثم الانتخاب؛ حفاظًا على مصالح الأمّة.
تعليقات
إرسال تعليق