رسالة من موكّلي الدّكتور المحامي أحمد ملحم

 "بمناسبة الخِطْبِة المبَارَكَة لمحامِينا"


رسالة من موكّلي الدّكتور المحامي أحمد ملحم

يكتبها عنهم: أ.د.عماد علي الخطيب

..............................................

نُبَارِكُ لَكَ ثَلاثًا  

"خُلِقَت المحَامَاةُ مِنْ أجْلِكَ وَلَك "

..............................................



لستَ شخصًا اعتياديًّا: لا في عملك، ولا بيننا.

تحمل صفتين؛ تتفوّق بهما على أقرانك، وقلّما نجدهما عند غيرك: الأولى أنّك عاشق لعملك - حدّ التّقديس - وترى فيما وهبه الله تعالى لك من قوة واقتدار نعمة، ومسؤوليّة؛ توجّهها لخدمة النّاس، فتزهو بروبك الأسود.. مفتخرًا كلّما ارتديته؛ يزيدك عُجْبًا أنّك تعيد الحقّ إلى أصحابه.

ثم إحساسك الدّائم بالتّقصير تجاه ملفات (موكّليك) وأنّ ثمّة ما يجب فعله، من ثغرة عليك سدّها، أو اكتشافٍ لقانون يخدم موكلك وأنّ عليك الاستدلال عليه، هذا ما جعلنا نتوكل على الله في توكيلك ونحن مطمئنون راضون. ونردّد جملتك المشهورة: "تسلُّمي لقرار توكيلي موقّعًا منكم.. عَهدٌ: نسخة منه بيننا والأخرى عند الله تعالى".

لقد نقلتَ يا أيها (الملحم) (المحاماة) من (المهنيّة) إلى (الاحتراف) سادًّا الطّريق بوجه من يظنّ أنّ (الذّكاء الاصطناعيّ) يمكنه أنْ يحلّ مكان أيّ محامي.

لا، فلقد ابتكرتَ فصلا جديدًا يُضاف إلى فصول كتب (أخلاقيّات مهنة المحاماة)، هو فصل (الابتسامة دليل البراءة) فلا تقتنع إلا بالبراءة حكمًا عادلا ممّن وكّلك.

وبابتسامتك تحسنُ الظنّ بالنّاس أجمعين، وعنك ننقل قولك: "لا خطأ دون مبرّر".

لم نسمعك في يومٍ من الأيام تلوم أحدًا من موكّيلك. لا تتشاءم. ولا تظنّ سوءًا بأحد. تدافع عن الفقير قبل الغني. تقترب من موكّليك على درجة متساوية. ذكيّ. حادّ الطّبع. سهل. متعاون. ترى النّجاح قرارًا. لا تعدم المحاولة. تصوّب على مَن قال: "إنّ "المحامي لا يبتسم ما دام القاضي لم يحكم!"؛ فابتسامتك لا تفارق محيّاك، تعلمُ حكم القاضي قبل أنْ ينطق به!

محامينا الفاضل

إنّ سيرتك اليوميّة بين موكّليك، ومع ملفاتهم: صورة سيناريو لعمل فنيّ دراميّ هادف؛ تبدأ من ضبطهم لساعاتهم من لحظة دخولك إلى المكتب، ومرورًا بطريقة طلبك لدخول موكّليك، وطريقة إنهائك لمقابلتهم، وما يرافق ذلك من لوازم يوميّة تتقن عملها مع موظّفيك ممّن هم على درجة عالية في إتقان أدوارهم، ومهامهم التي لا تقتصر على أعمال مكتب بضخامة مكتبك، بل تتّسع لإنشاء علاقة من نمطٍ خاصّ تربطهم مع موكّليك وعلى مسمع من أذنيك، ومرأى من عينيك.

إنّها صورة معياريّة؛ يمكن لها أنْ تُكتب وتدرّس كنموذجٍ للمحامي الناجح.

وأخيرًا..

مبارك ثلاثًا..

فخطبتك مَسْكَنٌ لك. والبرلمانُ يكتسي حُلّة بأمثالك. ووعدك لنا باستمرار عملك في المحاماة مُبارك علينا!

وإنّنا إذ نكتب عنك وإليك، فإننا نعلنها أنّك (صديقنا) لا (محامينا) فقط: فزيارتنا لك كل يوم، وإصرارنا على زيارتك رغم انتهاء قضايانا، حالة نادرة من علاقة المحامي مع موكّليه! بل إنّك ترى أصدقاء يتلاقون في مكتبك؛ ليديروا حديثًا يملأ المكان ألفة ومحبّة قلّما تجد لها مثيلا بين أفخم (صالونات الثّقافة) وكأنّ ثقافة واحدة جمعت أولاء النّاس هي (ثقافة حُبّ نشر العدالة) التي بثثتها. وصرت مثالا لها بين أقرانك.

وإنّنا إذ نأتيك نحمل هموم الدّنيا، فإنك روح (الملحم) التي تغطّي المكان، تهب إلينا السّكينة والارتياح. واسمعنا نردّد دائمًا: "هو قدّها.. لا تخافوا".

فلله درك ما أجرأك في الحقّ! وما ألينك مع النّاس! ولله درّك إذ تقع أعيننا على باب مكتبك لا تفارقه، ويبقى الأمل في اختلاس نظرة إليك تشاهدنا بها؛ لنطمئن من ابتسامتك أنّ الأمور بخير. باب مكتبك المغلق يزيد المكان راحة بأنّ ثمّة ما يجري خلفه.. هو في صالح الجميع ولرفع الظّلم عنهم!

ما لهذا السّحر الذي تبثّه يا أيّها الملحم بين موكليك إلا ترياق واحد هو أنْ تُعلّمَ بقية المحامين كيف يعشقون عملهم. وكيف يحفظون أسماء موكّليهم. وأشكالهم، ويميّزون رغباتهم. ولا يملوا قصصهم. وأن يعطوا لكلٍّ منهم مساحة واسعة للفضفضة. حتى يقال بأنّك تحمل جبلا من الهُموم، ولكنّ حملك لهموم موكّليك سهّل عليك حمل ذاك الجبل! فلا نامت أعين الحاسدين. وطاب العلم والجاه لك مسلكًا.

 

 

التوقيع: محبّوك

 

تعليقات