قِرَاءَة تَحليليّة في كَلمة جَلالة المَلكة رَانيا العَبدالله المُعظمة.. [مبادرة من صاحب المدونة إلى المهتمين الزملاء النقاد؛ للمساعدة في تدريس الكلمة]

قِرَاءَة تَحليليّة في كَلمة جَلالة المَلكة رَانيا العَبدالله المُعظمة

[مبادرة من صاحب المدونة إلى المهتمين الزملاء النقاد؛ للمساعدة في تدريس الكلمة]

بعنوان:

"مُنْطَلَقَاتٌ فِكْرِيّة تَرْسِمُ حِكَمًا.. تَقرَأُ المُسْتَقْبَل واقعيًّا وافتراضيًّا"*



·       نصّ الكلمة الأصليّ:

 

         في بدايات شبكة الإنترنت، قال أحدهم: "أعط شخصًا سمكة، وستُطعمه ليوم، علّمه كيف يستخدم الإنترنت ولن يزعجك لأسابيع"، ووقتها، أضحكني ذلك. لكنْ اليوم، تبدو (تلك المقولة) أشبه بالتّنبّؤ عمّا سندركه؛ لأن تمسّكنا بالتّكنولوجيا ليس مجرّد عادة، بل نوع من الإدمان.

         إنّ ما أول ما سنفعله عندما نستيقظ؟ إنّنا نتفحّصُ العناوينَ، كما أنّنا نتصفّح حساباتنا على مواقع التّواصل الاجتماعيّ قبل أن نذهب إلى النّوم، بمعنى أنّنا نقضي ما لا يقلّ عن سبع ساعات يوميًّا على الإنترنت، ويستمرّ استخدامنا في التّزايد، فحسب التّقارير، لقد ارتفع المتوسّط اليوميّ للوقت الذي نقضيه على الإنترنت بواقع أربع دقائق في اليوم. أي أربع دقائق إضافيّة، ولا يبدو ذلك كثيرًا... لكنّني أفكّر بما يعنيه؛ لأنّ جمع أربع دقائق في اليوم على مدار عام سيصل بنا إلى عدد الدّقائق في اليوم الكامل، لكلّ شخص، وعندما نوزّعها على مُستخدمي الإنترنت في العالم، فسيصل المجموع إلى أكثر من خمسة مليارات يوم إضافيّ من استخدام الإنترنت في العام الواحد، "خمسة مليارات يوم تُضَخّ في حواسيبنا.. رقم يُحيّر العقل!".

         وما يجعلني أفكّر بما كَتَبَتْه الرّوائيّة (آني ديلارد) ذات مرّة، هو أنّ "الطّريقة الّتي نقضي بها أيّامنا هي بالتّأكيد كيف نقضي حياتنا". أنا لست خبيرة (تكنولوجيا)، ولكنّني أؤمن أنّ هدف (التّكنولوجيا) هو جعل حياتنا أفضل ممّا هي عليه، وأتساءل: إذا أخبرنا أحدٌ بأنّ لدينا يومًا واحدًا إضافيًّا كلّ عام، هل سنستنتج أنّ أفضل شيء يمكننا القيام به من أجل أُسَرِنا، ومجتمعاتنا، وعالمنا: هو أن نأخذ تلك الأربعة والعشرين ساعة الإضافيّة، ونُعيد استثمارها أمام شاشاتنا؟!

         يُقلقني أنّنا نستخفّ بقيمة أغلى عُملة في عالمنا: وقتَنا! ويُقلقني أنّه حتى مع تطوّر الواقع الافتراضيّ، إلا أنّنا نتجاهل احتياجاتنا الحقيقيّة، في واقعنا الفعليّ؛ ممّا يسبب معاناة لصحّتنا النّفسيّة الّتي تعاني هي أيضًا؛ ولذلك، أودّ أنْ نفكّر افتراضيًّا، فكيف يمكن استرجاع تلك الدقائق الأربعة، وأودّ أن أقترح أربع خطوات يمكننا اتّخاذها لاستثمار تلك الدّقائق بحكمة؛ لأنّه، ومن وجهة نظري، مع الحماس الذي يحيط بالتّكنولوجيا النّاشئة، إلا أنّه عندما ننظر إلى التّحدّيات التي تواجهنا في عالمنا المعقّد، والمتسارع: من تغيّر في المناخ، إلى النّزاعات، والأمراض المُعدية، وغيرها... فإنّ التّقدّم الحقيقيّ الّذي نحتاجه جميعًا ليس هو في جعل الآلات أفضل، لكنْ في أنْ نكون بشرًا أفضل.

         أتذكّر كيف وصفت (المُفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين) حدث "تخطّى عدد النّازحين قسريًّا عتبة الـ100 مليون شخص في العالم"، بالحدث الصّاعق! وقد تبدو تلك الأرقام صعبة الاستيعاب، لكنّها ليست أرقامًا. هم أشخاص مثلنا. أشخاص يحملون آمالًا، وهمومًا، وأحلامًا.. ولديهم عائلات يحبّونهم.

في عام 2017، زُرْتُ مُخَيّمًا في (بنغلادش)؛ إذ هرب مئات الآلاف من (الرّوهينجا) المُسلمين من إبادة جماعيّة في ميانمار: إبادة جماعيّة تفاقمت بسبب خطاب كراهية على الإنترنت!

         لقد كانت إحدى الصّور التي لن أنساها أبدًا: صورة طفل صغير، ونحيل، وحافي القدمين، ويجلس على الأرض بساقيه المفرودتين، ومنحنٍ إلى الأمام، وفي فمه مصّاصة بلاستيكية، وكان يحاول أن يشرب الماء من الطّين! وكما تعلمون أنّ (المفوضية السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين) هي الوكالة التي تهتمّ باللاجئين حول العالم، وأعلى ميزانيّة سنويّة بلغتها كانت قد وصلت حدّ 10 مليارات دولار، بينما وصلت إيرادات شركة (ميتا) للرّبع الأوّل من آخر سنة لها حوالي 3 أضعاف ذلك المبلغ، فهل هذا هو التّوزيع الصّحيح للموارد؟! وكعائلة إنسانيّة، إنْ كنّا نعطي قيمة أكبر للواقع الافتراضيّ وإنستغرام و"الإعجابات" من الّتي نعطيها لحياة طفل لاجئ! فأولوّياتنا مختلّة.

         ليست فقط حياة ذلك الطّفل الّتي تصبح منقوصة، ولكنْ حياتنا أيضًا. في عالمنا المُترابط حيث لا يمكننا أنْ نحصّن أنفسنا من معاناة الآخرين؛ أمام نماء المجتمعات، والقرى، والأحياء، وتطوّرها في العالم كلّه، فنحتاجُ إلى الاهتمام ببعضنا إذا ما أردنا السّلام، والاستقرار لأنفسنا، وللعالم من حولنا؛ ولذلك أؤمن أنّ علينا الاستثمار بدقيقتنا الأولى من أجل حشد تعاطف جماعيّ، وليس بطريقة انتقائيّة أو عشوائيّة، ولكنْ بشكل تلقائيّ، ولقد حان الوقت للارتقاء بنظامنا التّشغيليّ كعائلة إنسانيّة، بدءًا من اليقين أنّ كلّ إنسان له القيمة نفسها.

         لقد أظهرت لنا استجابة العالم للأزمة في أوكرانيا، حين هرب أكثر من 7,2 مليون شخص من العنف، كيف أنّه يمكننا عمل الكثير عندما تتّحد قلوبنا، ومع ذلك، فمن الصّعب تجاهل الاختلاف في السّخاء، واللّهجة، والاهتمام بين التّرحيب باللاجئين الأوكرانيين، وأولئك الهاربين من الدّمار في دول مثل سوريّا أو جنوب السّودان أو ميانمار! كما أنّه من الصّعب ألا تتساءل إنْ كان لون البشرة، أو الدّيانة سيؤثّران على الغرائز الإنسانيّة في المجتمع الدّوليّ! سواء أكانت ردة الفعل البدهيّة هي مدّ يد المساعدة، أم غضّ البصر!

وغالبًا ما يكون التّعصب، وعدم التّسامح هما أساس الصّراع في المقام الأول، علاوة على أنّ معالجة هذا التّعصب ليست من وظيفة الخوارزميّة، بل تعود إلينا.

         إنّنا إنْ لم نتمكّن من التّغلّب على انحيازاتنا الفطريّة، فكيف نأمل في إيجاد ذكاء اصطناعي غير متحيّز! ولذلك [الدّقيقة الأولى] تذهب إلى تعزيز التّعاطف، ودون تمييز.

         والآن.. دعونا نستثمر دقيقتنا الثّانية في بناء مفهوم جامع للحقيقة؛ فهذه الأيّام.. من السّهل جدًا حصر الأخبار التي نطّلع عليها في أي محتوى متخصّص ودقيق، وأعني: محتوى يُغذّي ما نفكّر به أصلاً، ويؤكّد ما نؤمن به مُسبقًا، ويُعزّز الافتراضات التي نحملها بدلًا من تحدّيها، ولكنْ عندما نَحُدّ من رؤيتنا بهذه الطّريقة، فإنّنا نحصر منظورنا، ممّا يقوّض انفتاحنا على الاستفسار والحوا، فكما تقول النّكتة القديمة: "لقد حسمت الأمر، فلا تُربكني بالحقائق"، ومع ذلك، فإنْ كنّا غير مستعدّين للتّفكير في الحقائق الّتي تتناقض مع آرائنا، فكيف يمكننا اتّخاذ قرارات صائبة لأنفسنا، أو لعائلاتنا، وفي الوقت ذاته، إنّ السّرعة الّتي تنتشر فيها المعلومات الخاطئة، قد أضعفت ثقتنا، وإنّ البيئة الإعلاميّة الّتي تُعزّز الأكاذيب البسيطة على الحقائق المعقدة، وتكافئ النّزاع على حساب المصداقية، لن تجعل الأمور إلا أكثر سوءًا.

         علينا أن نجد طريقة لتجديد قدرتنا على استيعاب فروقاتنا الدّقيقة، ودرجات تعقيدنا، وتفاصيلنا، ولعلّ الإصرار على أنّ كلّ شيء إمّا أسود أو أبيض فقط، هو ما يجعل الطّريق إلى المستقبل غامضًا.

كم قلت مرارًا إنّ مِنْ أحد أكثر الأمور أهميّة، ويمكننا القيام بها لجعل عالمنا مكانًا أفضل، أخذ دقيقة للنّظر إلى الأمور من وجهة نظر الطّرف الآخر، ولا يعني ذلك أنّنا سنتّفق مع رأيهم فجأة، أو العكس، لكنّه يوسّع عقولنا، ويفتح المجال إلى أرضيّة مُشتركة؛ فليس هناك طريقة صحيحة واحدة لفعل الأمر الصّائب، أو الحصول على النّتائج الصّحيحة؛ فهنالك دائمًا طريق ثالثة، وإيجاد ذلك الطّريق لا يعني أيّ تضحية أو تنازل منك؛ فأحيانًا يعني أخذ الأفضل من الخَيَارين؛ ولخلق شيء جديد يمكن للطّرفين الإيمان به.

         إنّ الاستثمار بالتّعاطف، والحقيقة المشتركة ضروريّ، ولكنْ تلك الخطوات ليست كافية؛ فنحتاج إلى التأكّد من استعدادنا للانطلاق بالعمل مِن قِيَمِنا، ولذلك [الدّقيقة الثّالثة] يجب أن تذهب نحو (استرجاع سيادتنا الإنسانيّة)؛ لأنّنا نزداد اعتمادًا على أجهزتنا الذّكيّة، ليس فقط للإلهاء، ولكنْ من أجل التّوجيه؛ فيُخبرنا نظام تحديد المواقع أيّ طريق سنسلكه، وتقترح علينا مَنصّات المُراسلة الّتي نستخدمها، ما يجب علينا أن نكتبه، وتوجّهنا تطبيقات التّسوّق، لما يجب أن نشتريه، وبالكاد لدينا الوقت للتّفكير قبل أن نتصرّف.

فكلّما فوّضنا (الذّكاء الاصطناعيّ) لاتخاذ القرارات عنّا، كلّما قلّت الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا -عن قصد أو بغير قصد – لأنّنا نتخلّى عن عمليّة تفكيرنا، وميزة بُعد نظرنا، وتلك مجازفة.

         نحتاج، في عالمنا المُعقّد، لضبط قدراتنا البشريّة جيدًا؛ لنتمكّن أن نقرّر خيارًا مثاليًّا، مِنْ بين الخيارات غير المثاليّة، وأن نتكيّف مع المتطلّبات غير المتوقّعة.. والمطلوب تحديد كيف سيكون شكل استعادة سيادتنا الإنسانيّة؟ ومن أين يجب أن نبدأ؟ وبالنّسبة لي، أحاول أن أكون أكثر وعيًا للمُقايضات القادمة، وأكثر انتباهًا للّحظات الّتي أختار فيها؛ كي أختار الأسلوب الأسهل، وأمارس دومًا التّفكير النّقديّ.

ولإبقاء عضلاتنا الفكريّة قويّة، علينا القيام بالعمل الصّعب؛ لموازنة القرارات، والاختيار من بينها.

         علينا أن نكون على استعداد للتّخلّي عن الدّور الّذي تقوم به (الخوارزميّة)؛ وذلك باكتشاف الأمور بأنفسنا، وهو ما يأخذني إلى الدّقيقة الأخيرة، وطلبي لهذه الدّقيقة بسيط جدًا.. فأقول: استثمروا وقتكم في الأشخاص الّذين تحبّونهم؛ فالحياة ثمينة، ودائمًا ما تكون قصيرة، فإنّ "التّغريدات" على (توتير) لن تنتهي، وسيكون هناك دائمًا (تيك توك) آخر.. لكنّ الوقت يسير في اتّجاه واحد فقط، ولا يمكننا استعادته.

         لقد فقدّتُ والدي في بداية هذا العام، وأشتاق إليه في كلّ يوم، وما من شيء أتمنّاه أكثر من دقيقة واحدة أخرى معه؛ لذلك دعونا نستعيد تلك الدّقائق الأربعة اليوميّة، ونستثمرها فيما هو أهم: التّعاطف، والحقيقة، وسيادتنا الإنسانيّة، ووقت نقضيه جيّدًا مع مَن نُحبّ، وننظر إلى "تمكين التّكنولوجيا من تعزيز أهدافنا"، والّتي من المفروض أن تساعدنا في بناء حياة أفضل.

         تخيّلوا: لو لم تعد (وسائل التّواصل الاجتماعيّ) تُسيطر على انتّباهنا، بل تساعدنا في التّركيز على التّحدّيات الّتي نحاول حلّها، وتخيّلوا: لو أنّ (الخوارزميّة) توقّفت عن إرسال اقتراحات متشابهة، بل وجدت طُرُقًا؛ لفتح عقولنا وتعريضنا لأفكار جديدة، وتخيّلوا: لو كانت القوّة الأكبر للذّكاء الاصطناعيّ ليست في اتّخاد القرارات عنّا، ولكنْ في مساعدتنا على أن نكون أكثر تمييزًا، وانتقائية في الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا، وتخيّلوا: بدلًا من تخصيص خمسة مليارات يوم إضافيّ للإنترنت، أن يستثمر كلّ واحد منّا وقته فيما يُحبّ، ومَع مَنْ يحبّ؛ فشيء واحد نريده جميعًا هو أنْ نعيش حياة هادفة بأقلّ ما يمكن من النّدم.

         وأخيرًا.. كلّما تقدّم النّاس في العمر، وأعادوا النّظر في حياتهم، فقليل منهم مَنْ يخبرك أنّهم تمنّوا لو قضَوا وقتًا أطول أمام شاشاتهم، أو خلف مكاتبهم، ولكنّ الأكثريّة يتمنّون لو أنّهم قضوا وقتًا أطول مع الأشخاص الّذين يُعْنَوْنَ بهم؛ فليست التّكنولوجيا الّتي تُغني حياتنا، ولكنْ بعضنا البعض، وإنّني ممتنّة لقضاء هذه الدّقائق معكم.

 

 

·       شرح عام، وتحليل موجز:

 

-1-

ليس شائعًا أن تتداخل الصّور الفنّيّة، مع الجمل الإخبارية في كلمة ما، هي أشبه بمقالة لها مقدمة وموضوع وخاتمة، ودمجت (الكلمة المقاليّة) كما يمكن أن نسميها بين البلاغة أسلوبًا، والمنطوق اللّفظي مكتوبًا.

وليس صدفة أنْ تتساوى بالتّقريب مدّة دقائق شرح جلالة الملكة عن الدّقائق الأربعة** بواقع (دقيقتين) تقريبًا، لكل منها، أكثر أو أقل.

-2-

اعتمدت الكلمة على أسلوب (المُحاوَرة الحِجاجيّ) الذي يُعنى بالتّسلسليّة، وطرح الأسئلة، والاستعانة بالاقتباسات، البناء الفنّيّ التّصويريّ، فجاءت لغتها تفسيريّة بلاغيّة، مغلّفة بفضاء معرفيّ مليء بالمعلومات، والأرقام الواقعيّة التي تخدم النّصّ، وتساهم في الحجاج المقصود.

ومنذ مقدمتها، حيث قالت:

[في بدايات شبكة الإنترنت، قال أحدهم: "أعط شخصًا سمكة، وستُطعمه ليوم، علّمه كيف يستخدم الإنترنت ولن يزعجك لأسابيع". وقتها، أضحكني ذلك. لكنْ اليوم، تبدو (تلك المقولة) أشبه بالتّنبّؤ عمّا سندركه].

ومن الأسئلة قول جلالتها:

"أتساءل: إذا أخبرنا أحد بأنّ لدينا يومًا واحدًا إضافيًّا كلّ عام، هل سنستنتج أنّ أفضل شيء يمكننا القيام به من أجل أُسرنا، ومجتمعاتنا، وعالمنا... هو أن نأخذ تلك الأربعة والعشرين ساعة الإضافية، ونُعيد استثمارها أمام شاشاتنا؟!

كما اعتمدت الكلمة في (صياغة جملها) على [الأسلوب التّسلسليّ (أفقيًّا وعاموديًّا)]؛ حيث قسّمت عبارات فقراتها إلى ثلاث عبارات متسلسلة، ومتتابعة هي (العبارة المركزيّة)، و(عبارة الحكمة)، و(عبارة الصّورة الفنّيّة) غالبًا [ويمكن قراءة تلك العبارات متتابعة ومتسلسلة من اليمين إلى اليسار أفقيًّا]، كما سلسلت الكلمة عبارات فقراتها تسلسلا عاموديًّا، ويمكن الرّجوع إلى تلك العبارات في ترسيمة جدولها المناسب لاحقًا.

وارتكزت الكلمة على عدة تساؤلات تحاور القارئ من خلالها، وتمكّنه من الإجابة، إن لم تجب له، من خلال بسط تفسيريّ تحليليّ مفهوم وواضح ومتسلسل، ويمكن اختيار السّؤال المركزيّ للكلمة من جملتها:

[إذا لم نتغلّب على انحيازاتنا الفطريّة، فكيف نأمل في إيجاد ذكاء اصطناعيّ غير متحيّز!]

ولقد تعدّدت أسئلة الكلمة الفرعيّة التي شكّلت مادة خصبة لها مكّنتها من إيصال أهدافها، ومن تلك الأسئلة:

1-  إذا كان لدينا يوم إضافي في كلّ عام، فما الأفضل لقضائه.

2-  كيف يمكن استرجاع الدّقائق الأربعة، واستثمارهن لصالحنا.

3-  هل لون البشرة أو الدّيانة يؤثّران على الغرائز الإنسانيّة في المجتمع الدّوليّ.

-3-

اعتمد تحليل الكلمة على ترسيمات جداول تلخّص الكلمة، وتعيد هيكلتها؛ تسهيلا لشرحها، ويمكن استعادة ما في تلك الجداول كلّما دعت الحاجة، ويمكن اعتمادها كما هي عليه.

أما موضوع الكلمة الرئيس فهو (التّكنولوجيا)، وقد أشارت إلى بدايات شبكة الإنترنت، حين ضحكت (جلالتها) من قول أحدهم: "أعط شخصًا سمكة وستُطعمه ليوم، علمه كيف يستخدم الإنترنت ولن يزعجك لأسابيع"، ثم بدت تلك المقولة اليوم أشبه بالتّنبّؤ ممّا كنّا ندرك.

وتترى الكلمة في تبيان أن تمسّكنا بالتّكنولوجيا ليس مجرد عادة، بل نوع من الإدمان، وأن أول ما نفعله عندما نستيقظ، أن نتفحّص العناوين، كما أننا نتفحّص حساباتنا على مواقع التّواصل الاجتماعيّ قبل أن نذهب إلى النّوم، ونقضي ما لا يقل عن سبع ساعات يوميًّا على الإنترنت، ويستمر استخدامنا في التّزايد، وأنه خلال العام الماضي، بحسب التّقارير، ارتفع المتوسط اليوميّ للوقت الذي نقضيه على الإنترنت بواقع أربع دقائق في اليوم، وأن جمع أربع دقائق في اليوم على مدار عام ستصل إلى يوم كامل، لكلّ شخص، وعندما نوزّعها على كلّ مستخدمي الإنترنت في العالم فسيصل المجموع إلى أكثر من خمسة مليارات يوم إضافيّ من استخدام الإنترنت في العام الواحد، وهو رقم يحيّر العقل!

-4-

تخبرنا جلالة الملكة عن تفكّرها بما كتبته الرّوائية (آني ديلارد) ذات مرة، من أن "الطريقة التي نقضي بها أيامنا هي بالتأكيد كيف نقضي حياتنا".

وترسل كلماتها إلينا لكل تواضع، وواقعيّة، وقد ظهر ذلك في قول جلالتها: "أنا لست خبيرة تكنولوجيا"، كما أكّدت على إيمانها بأنّ هدف التكنولوجيا هو جعل حياتنا أفضل مما هي عليه.

فجلالتها قلقة من أنّه حتى مع تطوّر الواقع الافتراضيّ، إلا أنّنا نتجاهل احتياجاتنا الحقيقيّة في واقعنا الفعليّ؛ مما يسبب معاناة لصحّتنا النّفسيّة الّتي تعاني هي أيضًا.

ولذلك اقترحت جلالتها أربع خطوات يمكن اتّخاذها لاستثمار الوقت، وخصوصًا تلك الدّقائق الأربعة وبحكمة، وذلك يكون بالاستثمار في حشد التّعاطف الجماعيّ، وبناء مفهوم جامع للحقيقة، واسترجاع سيادتنا الإنسانيّة، والاستثمار في الأشخاص الذين نحبهّم.

واستقت جلالتها من المعرفة والبيانات والأرقام ما يضفي على كلمتها سمتي (الوضوح والواقعيّة)، كما في قولها عن وصف (المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين) لحدث "تخطّي عدد النّازحين قسريًّا عتبة الـ100 مليون شخص في العالم"، بالحدث المهم! وأن الأرقام تبدو صعبة الاستيعاب، ولكنها ليست أرقامًا. هم أشخاص مثلنا. أشخاص يحملون آمالًا، وهمومًا، وأحلامًا، ولديهم عائلات يحبّونهم.

ومن المعرفة استثمار الذكرى وقت حاجتها فاستثمرت جلالتها صورة من ذاكرتها يوم زارت مخيّمًا في بنغلادش، حيث هرب مئات الآلاف من (الرّوهينجا) المسلمين من إبادة جماعية في ميانمار، إبادة جماعية تفاقمت بسبب خطاب كراهية على الإنترنت. والصورة التي لم تنسها كانت لطفل صغير ونحيل، وحافي القدمين كان يجلس على الأرض بساقيه المفرودتين ومنحن إلى الأمام، وفي فمه مصّاصة بلاستيكية، كان يحاول أن يشرب الماء من الطّين!

ثم استهجنت جلالتها كيف أنّ ميزانيّة (المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين) التي تهتم باللاجئين حول العالم حوالي 10 مليار دولار، في سنتها، في الوقت الّذي وصلت فيه إيرادات شركة (ميتا) للرّبع الأوّل فقط إلى حوالي 3 أضعاف ذلك المبلغ! قائلة: "هل هذا هو التّوزيع الصحيح للموارد؟!".

كما أكّدت جلالتها على (أنّنا في عالم مترابط) حيث لا يمكننا أن نحصّن أنفسنا من معاناة الآخرين؛ في ظلّ نماء مجتمعاتنا وقرانا وأحيائنا.. وسواء أردنا ذلك أم لا، فنحن بحاجة إلى الاهتمام ببعضنا البعض إذا ما أردنا السّلام والاستقرار لأنفسنا ولغيرنا.

وتستدعي جلالة الملكة صورة من انقسام العالم الذي لا تبشّر بالاستقرار، وهي صور "استجابة العالم للأزمة في (أوكرانيا)، حيث هرب أكثر من 7,2 مليون شخص من العُنف، وقد أظهرت لنا الدّلالات اختلافًا في استقبالهم عن غيرهم من النّازحين! ومن الصعب تجاهل الاختلاف في السخاء واللهجة والاهتمام بين الترحيب باللاجئين الأوكرانيين وأولئك الهاربين من الدمار في دول مثل سوريا أو جنوب السودان أو ميانمار.

ثم أكّدت جلالتها على أنّ معالجة التّعصّب تجاه أمرٍ ما ليس من وظيفة (الخوارزميّة)؛ بل يعود لنا، ونحن الأقدر على علاجه، فإنْ لم نتمكّن من التّغلّب على انحيازاتنا الفطريّة، فكيف بنا نأمل في إيجاد ذكاء اصطناعيّ غير متحيّز! ولأجل ذلك دعت جلالتها إلى استثمار دقائق حياتنا بالتّعاطف، والحقائق، والسّيادة الذاتيّة، وفي وقت نقضيه جيدًا مع من نحبّ.

وأخيرًا..

حضر السّؤال مرة أخرى، في نهاية الكلمة، كما كان حاضرًا في بداية كلمة جلالتها، وهذه المرة من زاوية (التّكنولوجيا) وكيف لها أن تُعزّز الاستثمار في الوقت؛ وأن تساعدنا في بناء حياة أفضل، مع أننا لا نريد منها أنْ تحدّ من رؤيتنا، وتحصر منظورنا، وتقوّض انفتاحنا على الاستفسار والحوار، فمت وُجدت أجهزة التّكنولوجيا للإلهاء، ولكن من أجل التّوجيه.

وختامًا.. تريد جلالة الملكة منّا أن نعيش حياة هادفة بأقلّ ما يمكن من النّدم؛ لأنّه كلّما تقدّم النّاس في العمر، وأعادوا النّظر في حياتهم، فقليل منهم من سيخبرونك أنّهم تمنّوا لو أنّهم قضوا وقتًا أطول أمام شاشاتهم أو خلف مكاتبهم، ولكن الأكثريّة يتمنون لو أنّهم قضوا وقتًا أطول مع الأشخاص الّذين يَعْنَوْن لهم.. وليست التكنولوجيا التي تُغني حياتنا ولكن بعضنا البعض.

انتهى العرض التحليل الموجز


 

·       شرح تفصيليّ:

·       نمط النّصّ:

النّصّ من نمط (المقال) المنتمي إلى حقل (الكلمات)، ويمكن دمج الاصطلاحين معًا ليصبح نمط النّصّ من (الكلمة المقاليّة).

·       الموضوع الرّئيس:

التّكنولوجيا

·       الموضوعات الفرعيّة:

1-  الأجهزة الذّكيّة، ودورها بيننا.

2-  الوقت، وأهمية استثماره فيما ينمّي واقعنا، ويطوّره.

3-  الذّكاء الاصطناعيّ، وعلاقة أشيائه بحاجاتنا (واقعيًّا وافتراضيًّا).

4-  منظّمات الأمم المتّحدة، وعودة النّظر لمناسبة ميزانياتها بما تنجزه.

5-  التّعاطف الجماعيّ، وأهمية الاستثمار في حشده مجتمعيًّا.

6-  الحقيقة، وضرورة البحث عنها.

7-  السيادة الإنسانية، وقابلتها للاسترجاع.

8-  الحبّ، والحاجة الإنسانية لتواجده بيننا.

·       الفكرة الرّئيسة:

التّأكيد على الهدف من وجود أجهزة التّكنولوجيا في حياتنا، وهو جعلها أفضل مما هي عليه

·       الأفكار حسب تسلسل ورودها في الكلمة:

1-  تطوّر "الواقع الافتراضيّ" في العالم الرّقميّ.

2-  معاناتنا في "صحتنا النّفسيّة".

3-  دور استثمار وقتنا بما يخدمنا في نماء حياتنا وتطوّرها.

4-  تجاهلنا لاحتياجاتنا الفعليّة.

5-  تجاوز عدد النازحين 100 مليون شخص عام 2022م.

6-  زيارة جلالة الملكة إلى مخيم اللاجئين الروهينجا المسلمين من ميانمار، في بنجلاديش.

7-  التوزيع الصحيح للموارد؛ لأنّ ميزانية [المفوضيّة السّامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين] عشرة مليارات دولار عام 2022م، وعي أقل من ثلث إيرادات شركة (ميتا) للربع الأول من العام نفسه.

8-  خطأ توجه البشر إلى "الواقع الافتراضي" على الإنترنت، بدل أن يعطوا الأمان إلى طفل لاجئ.

9-  اختلاف استجابة العالم لأزمة أوكرانيا؛ بعد تهجير 7.2 مليون من شعبها، من حيث (السخاء واللهجة والاهتمام)، عما كان منه بالنسبة للهاربين من الدمار في سوريا.

10-                 البيئة الإعلاميّة وتعزيزها للأكاذيب على الحقائق.

11-                 ضرورة رسمنا لطريق المستقبل.

12-                 أهميّة التّفكير النّقديّ.

·       الكلمة المحور:

الدّقيقة (تدور الكلمة حول أهمية الوقت وكيفية استثماره)

·       عناوين مستنبطة يدور حولها النّصّ:

1-  الإنسانيّة (عائلة وسيادة).

2-  الذكاء الاصطناعيّ.. استثمار ولكنْ!

3-  الاختيار قرار.

4-  التكنولوجيا تعزّز أهدافنا.

5-  الوقت هو الحياة.

·       جداول "تحليل الجمل التّركيبيّة" في النّصّ:

·       أولا: جدول العبارات المركزيّة، والحكمة بعدها، والصّورة الفنّيّة التابعة لها:

العبارات المركزية (الإخباريّة)

الحكمة التّابعة لها(مكانًا ومضمونًا)

الصّورة الفنيّة التّابعة لها أو المستنبطة منها

يُقلقني أنّنا نستخف بقيمة أغلى عُملة في عالمنا: وقتنا

 

الوقت أغلى عُملة

الوقت عُملة

التّقدّم الحقيقيّ الذي نحتاجه جميعًا ليس آلات أفضل، لكنْ أن نكون بشرًا أفضل

كلّ إنسان له قيمة لا تختلف عن قيمة أيّ إنسان آخر في الأرض

نحن عائلة في الإنسانيّة

 

كعائلة إنسانية، أولوياتنا مختلة إنْ كنّا نعطي قيمة أكبر للواقع الافتراضيّ و(إنستغرام) و"الإعجابات" من الّتي نعطيها لحياة طفل لاجئ!

 

فليست فقط حياة ذلك الطّفل الّتي تصبح منقوصة، ولكنْ حياتنا أيضًا!

الحياة لكلّ طفل في الأرض حقّ

الاستثمار بدقيقتنا الأولى من أجل حشد تعاطف جماعيّ

حان الوقت للارتقاء بنظامنا التّشغيليّ كعائلة إنسانيّة، بدءًا من اليقين أنّ كلّ إنسان له القيمة نفسها.

الارتقاء بنظامنا التّشغيليّ كعائلة إنسانيّة

يمكننا عمل الكثير عندما تتّحد قلوبنا.

في الاتّحاد قوّة

تتّحد قلوبنا

التّعصّب وعدم التسامح هما أساس الصراع في المقام الأول

لا خوارزمية تعالج التّعصب.. بل نحن من يعالجه

في عالمنا المترابط.. لا يمكن تحصين أنفسنا من معاناة الآخرين.

هذه الأيام.. من السّهل جدًا حصر الأخبار التي نطلع عليها لمحتوى متخصّص بدقة

سمات المحتوى المتخصص بالأخبار:

1-     يُغذّي ما نفكّر به أصلًا.

2-     يؤكّد ما نؤمن به مُسبقًا.

3-     يُعزّز الافتراضات التي نحملها بدلًا من تحدّيها.

المحتوى يغذّي

تحدّي الافتراضات

إنْ كنّا غير مستعدين للتفكير بالحقائق التي تتناقض مع آرائنا، فكيف يمكننا اتّخاذ قرارات صائبة: لأنفسنا ولعائلاتنا ولإدارتنا!

 

علينا أن نجد طريقة لتجديد قدرتنا على استيعاب:

1-      فروقاتنا الدّقيقة.

2-      درجات تعقيدنا.

3-      تفاصيلنا.

تجديد قدرتنا

السّرعة التي تنتشر فيها المعلومات الخاطئة أضعفت ثقتنا

أغلب المعلومات المنتشرة خاطئة

سرعة الانتشار للمعلومات

البيئة الإعلاميّة الّتي تُعزّز الأكاذيب البسيطة على الحقائق المعقّدة، وتكافئ النّزاع على حساب المصداقيّة، لن تجعل الأمور إلا أكثر سوءًا

البيئة الإعلاميّة التي تُعزز الأكاذيب على الحقائق تجعل الأمور أكثر سوءًا

البيئة الإعلاميّة تُعزز الأكاذيب

البيئة الإعلاميّة تكافئ النّزاع

 

الإصرار على أنّ كل شيء إما أسود أو أبيض فعليًّا يجعل الطّريق إلى المستقبل غامضًا

نحن من يصنع الغموض

يجعل الطريق غامضًا

إنّ من أحد أكثر الأمور أهميّة والتي يمكننا القيام بها لجعل عالمنا مكانًا أفضل هو أخذ دقيقة للنّظر إلى الأمور من وجهة نظر الطّرف الآخر

لا يعني ذلك أنّنا سنتّفق مع رأيهم فجأة، أو العكس

لكنّ توسيع عقولنا قد يفتح المجال لأرضيّة مشتركة

ليس هناك طريقة صحيحة واحدة لفعل الأمر الصّائب أو للحصول على النّتائج الصّحيحة

هنالك دائمًا طريق ثالثة، وإيجاد ذلك الطريق لا يعني أنّه تضحية أو تنازل.

للتضحية في إيجاد ذلك الطّريق

 

أحيانًا يعني أخذ الأفضل من الخيارين لخلق شيء جديد يمكن للطرفين الإيمان به

ثمة أفضل الخيارين

خلق شيء جديد

إنّ الاستثمار بالتّعاطف والحقيقة المشتركة ضروريّ، لكنْ تلك الخطوات ليست كافية

نحتاج إلى التّأكّد من استعدادنا للعمل انطلاقًا من قِيَمِنا.

 

الاستثمار بالتّعاطف

يُخبرنا نظام تحديد المواقع أيّ طريق سنسلكه، وتقترح علينا منصّات المراسلة التي نستخدمها ما سنكتبه، وتوجّهنا تطبيقات التّسوّق لما يجب أن نشتريه

بالكاد لدينا الوقت للتّفكير قبل أن نتصرّف!

يُخبرنا نظام تحديد المواقع أيّ طريق سنسلكه، وتقترح علينا منصّات المراسلة التي نستخدمها ما سنكتبه، وتوجّهنا تطبيقات التّسوّق لما يجب أن نشتريه.

كلّما فوّضنا الذّكاء الاصطناعيّ أكثر لاتّخاذ القرارات، كلّما قلّت الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا

يجب ألا نتخلّى عن عملية تفكيرنا وميزة بُعد نظرنا.

 

فوّضنا الذّكاء الاصطناعيّ أكثر لاتّخاذ القرارات

في عالم معقّد، نحتاج لضبط قُدراتنا البشريّة جيدًا، بحيث يمكننا أن نقرّر من بين الخيارات غير المثاليّة، والتكيّف مع المتطلّبات غير المتوقّعة

القرار يجب أن يكون بيدنا

في عالم معقّد، نحتاج لضبط قُدراتنا البشريّة جيدًا

وبالنّسبة لي، أحاول أن أكون أكثر وعيًا للمُقَايَضَات القادمة

انتبه للّحظات الّتي تختار فيها

المُقَايَضَات القادمة

علينا الانتباه للّحظات الّتي نختار فيها؛ كي نختار الأسلوب الأسهل، ونمارس دومًا التّفكير النّقديّ

لإبقاء عضلاتنا الفكريّة قويّة، علينا القيام بالعمل الصّعب؛ لموازنة القرارات، والاختيار من بينها

عضلاتنا الفكريّة

علينا أن نكون على استعداد للتّخلّي عن الدّور الذي تقوم به الخوارزميّة

علينا اكتشاف الأمور بأنفسنا

الدّور الذي تقوم به الخوارزميّة

طلبي لهذه الدّقيقة بسيط جدًا: استثمروا وقتكم في الأشخاص الّذين تحبّونهم

الحياة ثمينة ودائمًا ما تكون قصيرة

استثمروا وقتكم

التغريدات على (توتير) لن تنتهي. وسيكون هناك دائمًا (تيك توك) آخر

الوقت يسير في اتجاه واحد فقط

 

لا يمكننا استعادة الوقت

فقدت والدي في بداية هذا العام

أشتاق إليه كلّ يوم

ما من شيء أتمنّاه أكثر من دقيقة واحدة أخرى معه

تخيّلوا لو لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي تُسيطر على انتباهنا

وسائل التّواصل الاجتماعيّ تساعدنا في التّركيز على التّحديات التي نحاول حلّها

وسائل التواصل الاجتماعي تُسيطر على انتباهنا

تخيّلوا لو أن الخوارزمية توقفت عن إرسال اقتراحات متشابهة

الخوارزميّة وجدت طُرُقًا لفتح عقولنا وتعريضنا لأفكار جديدة

الخوارزمية توقفت عن إرسال اقتراحات متشابهة

الخوارزميّة وجدت طُرُقًا لفتح عقولنا

تخيّلوا لو كانت القوة الأكبر للذّكاء الاصطناعيّ ليست في اتّخاد القرارات عنّا

الذّكاء الاصطناعيّ يساعدنا في أن نكون أكثر تمييزًا، وانتقائيّة في الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا

القوة الأكبر للذّكاء الاصطناعيّ ليست في اتّخاد القرارات عنّا

تخيّلوا بدلًا من تخصيص خمسة مليارات يوم إضافي للإنترنت

أن يستثمر كلّ واحد منّا وقته فيمن يحبّ

يستثمر كلّ واحد منّا وقته

كلّما تقدّم النّاس في العمر، وأعادوا النّظر في حياتهم، فقليل منهم من يخبرك أنّهم تمنّوا لو قضَوا وقتًا أطول أمام شاشاتهم، أو خلف مكاتبهم

الأكثريّة يتمنّون لو أنّهم قضوا وقتًا أطول مع الأشخاص الّذين يُعْنَوْنَ بهم

 

ليست التّكنولوجيا الّتي تُغني حياتنا، ولكنْ بعضنا البعض

 

 

·       ثانيًا: جدول الدّقائق الأربعة، وكيفية استثمارها:

رقم الدقيقة

زمن بداية الحديث

زمن نهاية الحديث

كيفية استثمارها حسب رأي جلالة الملكة

1

4.58

6.36

حشد التّعاطف الجماعيّ، وتعزيزه دون تمييز

2

6.36

8.53

بناء مفهوم جامع للحقيقة المشتركة

3

8.53

10.18

استرجاع سيادتنا الإنسانيّة

4

10.18

12.28

قضاء وقت جيد مع الأشخاص الذين نحبّهم

 

 

·       ثالثًا: جدول التّكرارات، ودلالاتها:

التّكرار

دلالته

يُقلقني

الإحساس بالمسؤوليّة تجاه البشر في العالم أجمع

لأنفسنا

توجيه الخطاب إلى أهمية النّفس الإنسانيّة، وتحقيق رغباتها، وتأمين حاجاتها

تخيّلوا

مشاركة القارئ لما يتضمّنه النّصّ

دقيقة

الوقت أغلى عملة نملكها

 

·       رابعًا: جدول المصطلحات، وتعريفاتها:

المصطلح

تعريفه

عائلة إنسانيّة

الإيمان يقينًا أنّ كلّ إنسان له القيمة نفسها

الدقائق الأربعة

هي نصيب كلّ فرد من استخدام الإنترنت في العالم

أفضل الاستثمار

الارتقاء بنظامنا التّعليميّ لنكون "عائلة إنسانيّة"

معادلة الـ 24 ساعة (اليوم الإضافي) كل عام

4 دقائق × عدد سكان كوكب الأرض = 24 ساعة

 

·       خامسًا: جدول معاني المفردات:

 

الكلمة

معناها

الإصرار

مصدر من الفعل الرُّبَاعي المزيد (أصرَّ) والمعنى "العزم على فعل الأمر، وعدم الرجوع عنه"

قسريًّا

نسبة إلى المصدر من الفعل الثلاثيّ (قَسَرَ) والمعنى "قَهْرًا وعلى كُرْه"

مُقايَضَات

جمع مؤنث للاسم المفرد (مُقَايَضَة) والمعنى "مُبَادَلات"

تويتر

كلمة غير عربيّة (دخيلة)، والمعنى يشير إلى منصّة رقميّة تُعنى بالنشر لما له علاقة بالتّواصل الاجتماعيّ، والأخبار؛ بواسطة "رسائل قصيرة" تُسمّى (التّغريدات)، وأصل التّسمية من معنى صوت العصفور (التّغريد).

مُمتنّة

اسم مفعول من الفعل الخماسيّ (امتنَّ)، والمعنى "الشّكر الجزيل"

 

 

 

 

·       سادسّا: جدول المفردات المتكررة بعد الدّقيقة (9):

الاستثمار

الوقت

دقيقة

إنسانيّة

تعاطف

حقيقة

الذّكاء الاصطناعيّ

الخوارزميّة

 

·       سابعًا: جدول المضامين:

التقرير

إثارة الجدل

المنطق

الفرضية

إثارة الانتباه

الإقناع

التشاركية

الاستمالة

الإمتاع

التتابعية

الشرح

التشريح

 

·       جدول شرح أساليب الجمل، من حيث الأداة، والدّلالات:

الجملة

أداة الأسلوب

الدّلالة

هذه الأيّام.. من السّهل جدًا حصر الأخبار التي نطّلع عليها في أي محتوى متخصّص ودقيق، وأعني: محتوى يُغذّي ما نفكّر به أصلاً، ويؤكّد ما نؤمن به مُسبقًا، ويُعزّز الافتراضات التي نحملها بدلًا من تحدّيها.

لكنْ عندما نَحُدّ من رؤيتنا بهذه الطّريقة، فإنّنا نحصر منظورنا، ممّا يقوّض انفتاحنا على الاستفسار والحوار.

هذه الأيّام.. من السّهل جدًا

الاستفتاح

يغذّي.. يؤكّد.. يعزّز

الاستمراريّة في الفعل المضارع

وضميرها غائب

 

لكنْ

الاستدراك

نحدّ.. نحصر.. يقوّض

تعدد الألفاظ لمفهوم واحد

إنْ كنّا غير مستعدين للتّفكير بالحقائق التي تتناقض مع آرائنا، فكيف يمكننا اتّخاذ قرارات صائبة: لأنفسنا ولعائلاتنا ولإدارتنا!

إنْ

الشّرط

كيف

الاستفهام (إنكاريّ)

أحيانًا يعني أخذ الأفضل من الخيارين لخلق شيء جديد يمكن للطرفين الإيمان به.

أحيانًا

التّرجيح

إنّ الاستثمار بالتّعاطف والحقيقة المشتركة ضروريّ

إنّ

التّأكيد

في عالم معقّد، نحتاج لضبط قُدراتنا البشريّة جيدًا، بحيث يمكننا أن نقرّر من بين الخيارات غير المثاليّة، والتكيّف مع المتطلّبات غير المتوقّعة.

 

نقرّر... ثم نتكيّف

التّسلسل المنطقيّ

كيف سيكون شكل استعادة سيادتنا الإنسانية؟ أين نبدأ؟

 

كيف

أين

الاستفهام (تقريريّ)

طلبي لهذه الدّقيقة بسيط جدًا: استثمروا وقتكم في الأشخاص الّذين تحبّونهم.

بسيط جدًا

أسلوب تحفيز

التّغريدات على (توتير) لن تنتهي، وسيكون هناك دائمًا (تيك توك) آخر.. لكنّ الوقت يسير في اتّجاه واحد فقط، ولا يمكننا استعادته.

 

التّغريدات على (توتير) لن تنتهي، وسيكون هناك دائمًا (تيك توك)

استخدام كلمات حداثيّة "من الحقل الرّقميّ"

الوقت يسير في اتّجاه واحد فقط، ولا يمكننا استعادته.

الصّورة الكنائيّة

كناية عن صفة ثبات الوقت

فقدّتُ والدي في بداية هذا العام، وأشتاق إليه كلّ يوم، وما من شيء أتمنّاه أكثر من دقيقة واحدة أخرى معه"

 

فقدت والدي

مشاركة الجمهور لأحاسيس جلالة الملكة؛ استثمارًا لمعنى الوقت وأهميته

دقيقة

تكرار كلمة (دقيقة) لفظيًّا؛ للتّأكيد على الموضوع المركزيّ، في الانتباه للوقت، وصَرف الدقيقة فيما يجب

تخيّلوا: لو لم تعد (وسائل التّواصل الاجتماعيّ) تُسيطر على انتّباهنا، بل تساعدنا في التّركيز على التّحدّيات الّتي نحاول حلّها.

تخيّلوا: لو أنّ (الخوارزميّة) توقّفت عن إرسال اقتراحات متشابهة، بل وجدت طُرُقًا؛ لفتح عقولنا وتعريضنا لأفكار جديدة.

تخيّلوا: لو كانت القوّة الأكبر للذّكاء الاصطناعيّ ليست في اتّخاد القرارات عنّا، ولكنْ في مساعدتنا على أن نكون أكثر تمييزًا، وانتقائية في الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا.

وتخيّلوا: بدلًا من تخصيص خمسة مليارات يوم إضافيّ للإنترنت، أن يستثمر كلّ واحد منّا وقته فيمن يحبّ.

 

تخيّلوا

تكرار

وأسلوب مشاركة القارئ

واستفهام غير مباشر

 

لو لم

شرط ونفي

 

وبدلا

تقديم البديل المقترح

 

·       نمط الأسلوب:

اعتمدت الكلمة على أسلوب (المُحاوَرة الحِجاجيّ) المَعنيّ بما يلي:

أ‌-    التّسلسليّة.

ب‌- الوضوح.

ت‌- المُفارقة.

ث‌- طرح الأسئلة.

ج‌- الاستعانة بالاقتباسات.

ح‌- البناء الفنّيّ التّصويريّ.

كما جاءت لغتها تفسيريّة بلاغيّة، مغلّفة بفضاء معرفيّ مليء بالمعلومات، والأرقام الواقعيّة الّتي تخدم النّصّ، وتساهم في الحِجاج المقصود.

ومن المعرفة استثمارها الذّكيّ لذكرى صورة جلبتها من ذاكرتها يوم زارت مخيّمًا في بنغلادش، حيث هرب مئات الآلاف من (الروهينجا) المسلمين من إبادة جماعية في ميانمار، تلك الإبادة الجماعيّة الّتي تفاقمت؛ بسبب خطاب كراهية على الإنترنت. والصّورة التي لم تنسها كانت لطفل صغير، ونحيل، وحافي القدمين وكان يجلس على الأرض بساقيه المفرودتين ومنحنٍ إلى الأمام، وفي فمه مصّاصة بلاستيكية، وكان يحاول أن يشرب الماء من الطّين!

 

·       تفصيل سمات نمط أسلوب (المحاوِر الحِجاجيّ) تفسيرًا بلاغيًّا:

1-  استعان أسلوب الكلمة (المحاوِر الحِجاجيّ) باللّغة التّفسيريّة، والبلاغيّة.

2-  في الكلمة تشريح (علميّ/نفسيّ) لدواخلنا وحاجاتنا؛ لنعيش أفضل، فشرّحت الكلمة النّفس الإنسانيّة بطريقتين، هما:

أ‌-    استدعاء ألفاظ للدّلالة على النّفس الإنسانيّة، مثل: (لأنفسنا) وقد تكرّرت أربع مرات، وكلمة (الغرائز).

ب‌- التّعبير (بأسلوب علميّ) عن حالات النّفس الإنسانيّة: عن دواخلنا وحاجاتنا، مثل قول: "علينا أن نجد طريقة لتجديد قدرتنا على استيعاب فروقاتنا الدّقيقة، ودرجات تعقيدنا، وتفاصيلنا".

3-  اعتمدت الكلمة على الأسلوب التّسلسليّ (أفقيًّا وعاموديًّا)، كما يأتي:

أ‌-    قسّمت الكلمة عبارات فقراتها المتسلسلة أفقيًّا إلى ثلاث عبارات متتالية ومتتابعة هي (العبارة المركزيّة)، و(عبارة الحكمة)، و(عبارة الصّورة) غالبًا [وتُقرأ العبارة كاملة ومتتابعة من اليمين إلى اليسار أفقيًّا] كما في ترسيمة الجدول التّالي، ويمكن النظر إلى بقية العبارات في ترسيمة جدولها المناسب وسط هذا التّحليل:

 

العبارة من نصّ الكلمة

عبارة (الحكمة) التي تلتها

عبارة (الصّورة) التي تلتها

إنّ من أحد أكثر الأمور أهميّة، والّتي يمكننا القيام بها لجعل عالمنا مكانًا أفضل هو أخذ دقيقة للنّظر إلى الأمور من وجهة نظر الطّرف الآخر

لا يعني ذلك أنّنا سنتّفق مع رأيهم فجأة، أو العكس

لكنّ توسيع عقولنا قد يفتح المجال لأرضيّة مشتركة

 

ب‌- وتتابعت –تسلسلا- عبارات جلالة الملكة عموديًّا، كما في التّالية:

الإصرار على أنّ كل شيء إما أسود أو أبيض فعليًّا يجعل الطّريق إلى المستقبل غامضًا.

 

إنّ من أحد أكثر الأمور أهميّة والتي يمكننا القيام بها لجعل عالمنا مكانًا أفضل هو أخذ دقيقة للنّظر إلى الأمور من وجهة نظر الطّرف الآخر

ليس هناك طريقة صحيحة واحدة لفعل الأمر الصّائب أو للحصول على النّتائج الصّحيحة

4-  انقسمت عبارات الحكمة في الكلمة إلى نمطين:

·       أولا: من حيث الاقتباس، والجَدّة:

أ‌-    الحكمة المقتبسة، مثل: "علّمه كيف يستعمل الإنترنت وسوف لن يزعجك لأسابيع".

ب‌- الحكمة الجديدة المبتكرة [انظر جدول العبارات كاملا].

·       ثانيًا: من حيث التّقليديّة، والحداثة:

أ‌-    الحكمة التّقليديّة التي تنتمي إلى الموروث ومصدرها الاقتباس أو الحفظ.

ب‌- الحكمة الحداثيّة التي تنتمي إلى (العالم الرّقميّ)، مثل [الذّكاء الاصطناعيّ يساعدنا في أن نكون أكثر تمييزًا، وانتقائيّة في الخيارات الّتي نتّخذها لأنفسنا].

5-  انتمت الكلمة إلى مناسبتها التي قيلت فيها، فاستخدمت عبارات من (الحقل التّقنيّ الرّقميّ).

6-  أكّدت الكلمة أخبارها بأسلوب (التّكرار)، وبطريقتين هما:

أ‌-    تكرار الكلمة أو العبارة باللّغة نفسها، كتكرار كلمة (دقيقة)، و(يُقْلِقُنِي).

ب‌- تكرار حدث الخبر بلغة أخرى، مثلما جاء في تأكيد كيفيّة استثمار الدّقيقة الأولى، بعد أن انتهى الكلام عن كيفيّة استثمار الدّقيقة الثّانية، وكذلك الحال في تأكيد استثمار الدّقيقة الرّابعة في قضاء الوقت مع من نحبّهم، وهو أنفسهم الأشخاص الذين يُعْنَوْنَ لنا.

7-  استخدمت الكلمة الأسلوب [الإخباريّ والاستفهاميّ] بتفريعاته المنفية والمثبتة والمنطقية والشّرطيّة والمباشِرة وغير المباشِرة؛ لغرض إثارة تفكير القارئ أو المستمع النّقديّ.

ت‌- نوّعت الكلمة في جملها التي تطرح محتواها بين (الخبريّة، والشّرطيّة، والاستفهاميّة، والمُثبتة، والمنفيّة) [انظر جدول دراسة الجملة].

ث‌- استخدمت الكلمة لأسلوبها (الخطابيّ الحجاجيّ) أساليب، هي:

أ‌-    أسلوب الاستدراك، من خلال الحرف (لكنْ)؛ لغرضين هما الإقناع، والتّوجيه.

ب‌- أسلوب الاقتباس؛ لغايتين هما (الحكمة)، و(النّكتة).

ت‌- أسلوب الاستفتاح في الحكاية؛ لغرض لفت (جذب الانتباه) من خلال قول: " هذه الأيّام.. من السّهل جدًا".

8-  ابتعدت الكلمة عن الغُموض، والتّعميم غير المقصود، والبعيد عن المضمون، وقدّمت المعلومة الصّحيحة بلا مبالغة، ولا تهويل.

9-  نوّعت الكلمة في بلاغتها بين (علوم البيان والبديع والمعاني)، فمن استخداماتها لعلم البديع نجد الطّباق في قولها: "لعلّ الإصرار على أنّ كلّ شيء إمّا أسود أو أبيض فقط، هو ما يجعل الطّريق إلى المستقبل غامضًا"، ومن استخداماتها لعلم المعاني نقرأ فيها استفهامات كثيرة يراد بها الإنكار منها قولها: "إنْ لم نتمكّن من التّغلّب على انحيازاتنا الفطريّة، فكيف نأمل في إيجاد ذكاء اصطناعي غير متحيّز!".

ومن البيان نجد أنماطًا من الصّورة، هي:

أولا: من حيث المصدر:

أ‌-    الصّور الواقعيّة، ومنها قولها: "الطّفل (الرّوهينجي) المسلم يشرب الماء من الطّين!".

ب‌- الصّور الخياليّة، ومنها قولها: "محتوى يُغذّي ما نفكّر به أصلاً".

ثانيًا: من حيث البيان:

أ‌-    الصّورة التّشبيهيّة، مثل قولها: "يُخبرنا نظام تحديد المواقع أيّ طريق سنسلكه"، وقولها: "لإبقاء عضلاتنا الفكريّة قويّة".

ب‌- الصّور الكنائيّة، مثل قولها: " الوقت يسير في اتّجاه واحد فقط، ولا يمكننا استعادته".

ثالثا: من حيث الباعث:

أ‌-    الصّور التّقليديّة، مثل قولها: "السّرعة التي تنتشر فيها المعلومات الخاطئة أضعفت ثقتنا".

أ‌-    الصّور الحداثيّة، ومنها قولها: "تقترح علينا منصّات المراسلة التي نستخدمها ما سنكتبه".

10-                 أظهرت الكلمة أنماطًا من مشاركة المُرسِل للمُستقبل، وكانت في طرق:

أ‌-    المحاورة للجمهور، مثل قولها: "بالنّسبة لي.."،  و" عن قَصْد أو بغَير قَصْد"، و"وقتها، أضحكني ذلك"، ... وغيرها.

ب‌- عدم الجزم في أخبارها التي قدمته للجمهور، ولا في فرض رأيها، مثل قولها: "أحاول أن أكون..".

ت‌- بدأت أخبارها بجملة افتتاحيّة، مثل قولها: "في عالمٍ معقّد".

ث‌- استثمرت في كلمة أسلوب (السؤال والجواب) مثل سؤالها: " كيف سيكون شكل استعادة سيادتنا الإنسانيّة؟ أين نبدأ؟".

ج‌- توجّهت الكلمة إلى جمهورها من خلال مخاطبته بضمير الجمع، وأكّدت كثيرًا على الموضوع الرّئيس وهو [أهمية الوقت]، فنجد عبارة: " استثمروا وقتكم".

ح‌- شاركت جمهورها أدق المناسبات مثل (فقدان الوالد – رحمه الله تعالى-)، وهذا من قول جلالتها:      "فقدّتُ والدي في بداية هذا العام، وأشتاق إليه في كلّ يوم، وما من شيء أتمنّاه أكثر من دقيقة واحدة أخرى معه".

 

انتّهى

 

 

 

 

 

 

 



*  خلال مشاركة جلالتها بكلمة رئيسة، في قمة "WEB" بالبرتغال، في يوم الأربعاء، الموافق للثاني من شهر تشرين الثاني، من العام 2022، وهي مشاركة الأردن الأولى، في القمّة السّنويّة الأكبر نشاطًا في التكنولوجيا بأوروبا، والأكبر في العالم.

والقراءة التحليلية من إعداد: د.عماد الخطيب.

 

**  مدة الكلمة كاملة (12.28 دقيقة) ومدة حديث جلالتها عن الدّقيقة الأولى من (4.58) إلى (6.36)، والدّقيقة الثانية من (6.36) إلى (8.53)، والدقيقة الثالثة من (8.53) إلى (10.18)، والدقيقة الرابعة من (10.18) إلى (12.28).

تعليقات