سلسلة مقالات عماد الخطيب... وذلك مما أعلمني ربّي الحبّ في ألفاظ القرآن الكريم

سلسلة مقالات عماد الخطيب... وذلك مما أعلمني ربّي

الحبّ في ألفاظ القرآن الكريم

هل أنتَ ممّن يحبّهم الله تعالى؟ وهل أنتِ ممّن يحبّهم الله؟ هل يوجد صفات لمن يحبّهم الله تعالى؟ 

الحُبّ: ميل قلبي نفسيّ "إنّك لا تهدي من أحببت"، وهو حالة نفسيّة ضرورية لتعايش البشر، ويُحبّ الإنسان إضافة لغيره من البشر، أشياء مُتعددة "وتُحبّون المال"، و"أخرى تحبّونها: نصرٌ من الله وفتح قريب".

ويشير معنى (الحُبّ) في القرآن الكريم إلى المُفاضلة، والمُبادلة، والتّشاركيّة، أو التّضادّ "يحبّهم ويحبّونه"، و "تحبّونهم ولا يحبّونكم".

وذكر القرآن الكريم معكوس الحُبّ مرّتين "حَبّب إليكم الإيمان"، و "كرَّهَ إليكم الكفر"، و"تحبّوا شيئًا"، و"تكرهوا شيئًا".

وذكر (الحُبّ) 76 مرة. وارتبط ذكره بالله تعالى غالبًا، وبقصص أربعة أنبياء عليهم السّلام.

وغلب استخدامه فعلا "تحبّون" على الاسم "قد شَغَفَها حُبًّا"، و"ألقيتُ عليك محبّة منّي"، وجاء اسمًا مُضافًا "على حُبِّه"، واسمًا جمعًا مضافًا "أحبّاؤه"؛ إشارة إلى وَهْم نفسيّ من (اليهود والنّصارى) بأنّهم هم (أحبّاء الله) فقط! وهذا يندرج على كل وَاهم! فهناك شروط لمن يحبّهم الله هي (الإيثار، والإنفاق، والعفو، والإصلاح، والإطعام، وحُبّ الخير) "آتى المال"، و"يَعفوا"، و"أصْلَحَ"، و"يؤثرون"، و"يُطعمون"، و"إنّه لحُبّ الخَير لشديد". ولا شكّ أنّ "الذين آمنوا" هُم " أشد حُبًا لله".

وثمة قائمتان في القرآن الكريم لمَن يحبّهم الله تعالى ومَن لا يحبّهم.

وزادت قائمة مَن (لا يحبّهم الله) على قائمة مَن (يُحبّهم الله) فاشتملت على (المعتدين، فالكَفَّار الأثيم، فالكافرين، فالظّالمين، فالمُختال، فالخَوّان، فالجَاهِر بالسّوء، فالمُفسدين، فالمُعتدين، فالخائنين، فالمُستكبرين، فالخَوّان الكَفُور، فالمُختال الكَفُور، فالفرحين بتكبّر وغُرور) وتكرّر ذكر سبعة أصناف منها (المعتدين)، و(الخَوّان)، و(المفسدين)، و(الكافرين)، و(المختال)، و(الظالمين)، (فالخَوّان الكَفُور)؛ لأنّها تشكل الفرق بين (كافرٍ وآخر)، وتشكّل فرقًا في التّعامل بين البشر، وهي أمراض نفسيّة، تؤثّر على استقرار المجتمع

أما قائمة من (يُحبّهم) الله تعالى فاشتملت على (المحسنين، فالمُتطّهرين، فالمتّقين، فالصّابرين، فالمتوكّلين، فالمُقسطين، فالتوّابين، فالمطهرين، فالّذين يقاتلون في سبيل الله) وتكرّر ذكر أربعة أصناف منها (المّحسنين) وهي الأكثر تكرارًا، و(المتّقين)، و(المتطّهرين) و(المُقسطين) أي العادلين؛ لأنّها تشكّل الفرق بين (مؤمنٍ وآخر)، وتكررت صفة (الطّهارة) فعلا واسمًا "يحبّون أن يتّطهّروا" و"الله يُحبّ المطّهرين"؛ لأهمية صفة بها يتميّز البشر عن باقي المخلوقات!

وجاء (الحبّ) بدلالة الجمع نفيًا "لا تُحبّون النّاصحين"؛ إشارة إلى ثِقَل النّصيحة على الإنسان، وأنّ مَن يُحبّك ناصحك، والعكس صحيح!

وأضيف لما لا يحب صنفان من (الأشياء والجمادات): فالله تعالى لا يحبّ (الفساد)، و(النّبي إبراهيم عليه السّلام) لا يُحبّ "الآفلين" إشارة إلى الكواكب الغائبة؛ ودلالة على ارتباط الحبّ بالدّيمومة!

وأغرب (الحُبّ): طالبي المدح على " ما لم يَفعلوا"! والّذين "يُحبّون أن تشيع الفاحِشة"، وهما مرضان نفسيّان يختفي خلفهما كثير من النّاس "الله يعلمهم".

وغلب أسلوب التّفضيل في (الحُبّ القرآنيّ)؛ لأنّ بالحُبّ نملك مِعيارًا تفضيليًّا؛ لتمييز البشر! وتتعدّد بالحُبّ حساباتنا.

أمّا الفاسقون فهم من يُحبّون (الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة والأموال والتجارة) أكثر من حبّهم "الله ورسوله وجهاد في سبيله"، وأمّا "إخوة يوسف" فظنّوا أنّه (أحبّ إلى أبيهم) منهم

وأمّا الضّالون فهم الذين "استحبّوا" و "يستحبّون"؛ "الكُفر"، و"العَمَى" و"الحياة الدّنيا". ويُحبّون "العَاجِلة" أي الدّنيا، وتكرّرت مرتين؛ للدّلالة على (سوء الاختيار).

ثم جاء أسلوب الاستفهام مرّة واحدة "أيحبُّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا"؛ تنفيرًا عن مرض نفسيّ هو (الغِيبة)، وأسلوب المصدر "إنّي أحببتُ حُبَّ الخير" إشارة إلى حبّ (النّبيّ سليمان عليه السلام) لخيله وقد ضيّع عبادته، ومثله "تحبّون المال حُبًّا جَمًّا"، وأسلوب الشّرط "يُحبِبكم الله" لأنّكم "تُحبّون الله"، والعكس صحيح تمامًا.

 


تعليقات