رفضًا لتهجير أهل غزة: حُلْمًا... قَدْ تَحَقَّق أَسْرَار ومُشَاوَرَات في خَمْسِ سَنَوَاتٍ مِنَ العَمَلِ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى (جمعية "آل الخطيب" أنموذجًا) بقلم: أ.د.عماد علي الخطيب
رفضًا لتهجير أهل غزة
حُلْمًا... قَدْ تَحَقَّق
أَسْرَار ومُشَاوَرَات في خَمْسِ سَنَوَاتٍ مِنَ العَمَلِ
لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى
(جمعية "آل الخطيب" أنموذجًا)
كان حُلْما.. قد تحقّق قبل خمس سنوات في رمضان 2020 أعاده الله علينا وعلى جميع أفراد
العائلة بالخير والبركات: كان حُلْمًا "أنْ تدور ساعتنا عكس اتّجاه عقاربها".
وهذا ليس بيدنا!
فلقد وَرِثْنَا عبر 75 عامًا وبعد "التّهجير"
من فلسطين "الانفرادية" و"حبّ الذّات المفرِط" الذي يؤدّي إلى
"السّلبيّة"، و"الأنانيّة"!
و(لم يكن ذلك خيارًا) بل كان بسبب الخوف المستمر من متطلّبات
الحياة، فنحن لم نخسر أرضنا وبيوتنا - بعد
تهجيرنا- فقط! بل خسرنا قوّتنا وهيبتنا في بلادنا.. لأنّ عدوّنا شتّتنا جِسمًا،
وشتّتنا تعايشًا!
كما ساهمت ظروف حياتنا القاسية في سلبيّتنا تجاه (الآخرين
الذين هم منّا وفينا) بدءا من الأخ الشّقيق.. وانتهاءً بابن العم الأقرب فالأبعد!
وهذا للأسف..
وممّا (زاد الطّين بلّة) ما عانيناه من شظف العيش. من
هنا حلّت ولاءات أخرى مكان الولاء للعشيرة!
وكم سمعت (ليس من أبناء عائلتنا فقط بل من عائلات
مُهاجرة من فلسطين) شَتمًا لعائلاتهم، ولأبناء عائلاتهم! وتذمّرًا من عُزلة بعضهم،
وسلبيّته، دون أنْ يُقدّم (هذا المُنتقِد) أيّ حَلّ!
"أعرفتم لماذا يصرّ أهل غزّة العظماء على ألا
يُهاجِروا"
فإذا كنت لا تعرف ابن عمّك إلا اسمًا، فصعبٌ عليك أنْ تحدّثه
عن همّك!
وإذا كنت لم تر ابن عمّك إلا في المناسبات، فصعبٌ عليه
المساهمة في حلّ مُشكلتك!
وهذا لا يكون إلا في بلدك وحارتك التي نشأت بها ونشأ بها
أجدادك وأجداد أجدادك أيضًا..
أمّا (المضافات وأماكن التّجمّعات العشائريّة) فهي جُزءٌ
يسير من الحلّ، ولكن الحلّ الأمثل هو بوقوف أبناء العمومة صفًّا واحدًا تجاه
مشكلاتهم الصّغيرة قبل الكبيرة، وهذا لا يكون من خلال بناء حيطان المضافات بل من
خلال الجمعيّات التي تديرها عقول أهل الهمّة. وهذا ما صنعته (جمعيّة آل الخطيب)
ووجب أنْ نواجه الحقائق كما هي:
فلقد كان أملا كبيرًا أنْ ينتهي الشّهر دون دَيْن ماديّ،
وربما تكون 7 دنانير أو 10 أو 15 كافية لحل مشكلة أو تلبية حاجة، ولكن
هناك حاجات أكبر من أن تحلّها هذه المبالغ الصغيرة: مثل مشكلة انفصال التيار
الكهربائي بسبب تراكم الفواتير أو تراكم إيجار منزل أو مصاريف علاج مكلف، أو عدم توفر قسط تسجيل مدرسي أو جامعي...
الآن:
تطوّر الحال، واتّسع، وإذا بأبناء العمومة يتحدّثون مع
إدارة الجمعيّة عن (همومهم النّفسيّة والشّخصيّة) وليست الماديّة فحسب، ومما نفخر
به حديث البعض معنا كي نتحدّث إلى ابنه وننصحه، وحديث آخر عن نصيحة نوجّهها له في
عمله، وحديث ثالث عن جدول نصنعه له ليعرف الأولويات من الكماليّات "ولقد وَثِقَ
أبناء العمومة بإدارة الجمعيّة وأمانتها، وقدرتها على الاستجابة لهم قدر
استطاعتها".
والحمد لله، وبعد توفيق الله تعالى
فقد ساهمت (الكورونا في2020 ) قبل خمس سنوات، في تفاقم مشكلات
أبناء عائلاتنا من آل الخطيب، الأمر الذي أدى إلى رجوع [إحساسنا الجماعيّ المشترك]
والذي نتج عنه إنشاء (جمعية آل الخطيب) في وقتٍ قياسيّ.
ثم سارعت التّكنولوجيا في انتشارها، وانتشار خدماتها، مما
أدى والحمد لله إلى تآخ وترابط بين أبناء العمومة لم تشهده العائلة من قبل!
ولقد تحقّق بعض حلْمنا، لا نقول كلّه..
وإنْ كنّا (نقطة) في (بحر) بعض الجمعيّات من النّاحية
الماديّة، فلا ندّعي أنّنا مَسَحْنا مشكلات عائلاتنا، إلا أنّنا نجحنا في تحقيق الأمور
التالية:
1- أوجدنا إدارة من أبناء العمومة تحمل همّ أبناء العمومة
الآخرين. وهذا لم يكن من قبل.
2- اقتنع أبناء العمومة بأمانة أبناء عمومتهم في إدارة
الجمعيّة، وحِفْظهم للسّرّ 100٪ فأسرّوا لهم ما لم يُتوقع أنْ يسرّوه في يوم من
الأيام لأحد.
3- أوجدت الجمعيّة للعائلة مَرْجعًا: "كلمته مسموعة،
وتُؤخذ مشورته".
4- عرّفت الجمعيّة أبناء العمومة بوجود كبار للعائلة سنًّا
لا بدّ من سماع كلمتهم.
5- وفّرت إدارة الجمعيّة لأبناء العمومة مَن يُساعدهم في
قضاياهم. وتابعت ذلك.
6- تتواصل إدارة الجمعية مع أفراد لهم علاقة بمشكلات تخصّ
أبناء العمومة ممثلة أطراف الحلّ. وتأخذ على عاتقها نقل الاتصالات من صاحب المشكلة
إليها. ويتم التواصل معهم على هذا الأساس. كونهم الطرف الوسيط والكفيل في الوقت
نفسه.
7- أوجدت إدارة الجمعيّة مِعيارًا لقياس درجة العَوَز، ونجحت
في التّواصل وتعميق المحبَة والشّعور مع الآخر.
8- ازداد طلب المشورة من إدارة الجمعيّة لحلّ مشكلات العائلة،
ووقفت الجمعيّة من حلول مشكلات العائلة على مسافة واحدة.
9- بدأت الجمعيّة بالتّوزيع المتساوي للمبالغ الماليّة، وانتهت
بعمل جداول وبيانات و[دراسة حالة] لمَنْ طَرَقَ بابها ولمَن لم يطرقه من أبناء
العائلة.
1يمكننا قياس مدى نجاحنا بدقّة وقد عشنا سنين وعايشنا نجاحات لأفراد
عائلتنا.
لا ندّعي الكمال، لكننا نقيس أحوالنا (نحن أبناء الفخذ
الواحد) ما قبل الجمعيّة بما بعدها، ونوجه دعوة للعائلات (المهجّرة) كي تحذو
حذونا، وتقيس ما تحقّق، من نجاح وتحوّل عمّا كان عليه الحال من الانفراديّة
والعُزلة والسّلبيّة التي كنّا نعيشها قبل الجمعيّة.. إلى حال التآلف والإيجابيّة
والحِسّ الجماعيّ بالمسؤوليّة. والفضل لله وحده.
وأخيرًا..
فندعو الله تعالى أن نبقى على عهدنا، وأنْ يكون رمضاننا 2025 شهر خير ومحبّة وألفة وتعاون نجدّد
فيه عهدنا والتفافنا معًا وأن نكون سندًا لبعضنا بعضًا.
ولا أغلقَ الله تعالى لنا بابًا للخير
تعليقات
إرسال تعليق