سلسلة مقالات عماد الخطيب... وذلك مما أعلمني ربّي الرّحمة في ألفاظ القرآن الكريم

 سلسلة مقالات عماد الخطيب... وذلك مما أعلمني ربّي

الرّحمة في ألفاظ القرآن الكريم

غابت "الرّحمة" بين النّاس

فهل أنتَ/أنتِ من الرّاحمين/ الرّاحمات؟

"الرّحمة"، لفظ إسلاميّ بامتياز، لم تعرفه العَرَب قبله.. ويتواصى النّاس بها "وتواصَوا بالمَرْحَمَة".

وغَلَب ورودها اسمًا، وفي التّفضيل (الله) تعالى هو "أرحم الرّاحمين".

ووردت في القرآن الكريم 79 مرّة، ومنها (الرّحمن) 189 مرة، بمجموع 268 مرّة.

والتصقت "الرّحمة" بالله تعالى "ففي رحمة الله" وهي من المكتوبات "كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ"، والإشارة إلى الله تعالى جاءت إمّا بالضّمير "رحْمتي"، أو بالاسم "ذو الرّحمة"، أو بحرف الجر "رحمة من الله". 

كما التصقت "الرّحمة" بالنّبي محمد صلى الله عليه وسلم "بِالمُؤمِنِينَ رَءُوف رَحِيم". 

و"الرّحمة" اسم جامع لمعاني (الخير)، وهي (فطرة) وتحمل دلالة (نفسيّة)..

وخرجت "الرّحمة" إلى معانٍ كانت سببًا فيها.. هي (النّبوّة) "يختصّ برحمته"، و(الرّسالة) "رَحْمَة للعَالَمِين"، و(الجنّة) "في رحمة الله هم فيها خالدون"، و(المَطَر) "آثار رحمة الله"، و(الرّزق) "خزائن رحمة ربّي"، و(النّصر) "أراد بكم رحمة"، و(المَغفرة) ""لا تقنطوا من رحمة الله"، و(العَطف) "رُحَمَاء بينهم"، و(العِصْمَة) "إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلا ما رحم ربّي"، و(إجَابَة الدّعَاء) "ذِكْرُ رحمة ربّك عبده زكريّا".

وصفات "الرّحمة" (الاتّساع) "لا مُمْسك لها"، و(الفرج) "ما يفتح الله للنّاس من رحمة"، و(الإدخال) "فسيدخلهم في رحمته"، و(الانتشار) "وينشر رحمته"، و(الهِبَة) "ووهبنا لهم من رحمتنا"، و(الذّائقة) فلها (طعم يُذاق) أي فوائد يجنيها المرحوم، وتكرّر ذلك "ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً"، و(الإصابة) "نصيب برحمتنا" (للإنسان أو للنّاس) "أذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً"، و"أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً".

وصفات (الإنسان الرّاحم) (اللين) "لِنْتَ لهم"، و(رِقّة القَلب) "رُحَمَاء بينهم"، و(الرّأفة)  "رأفة ورحمة"، و(تبادُل المشاعر) "وجعل بينكم مودّة ورَحمة"، و(الإحسان) "إنّ رحمة الله قريب من المُحسنين".

وصفة (الإنسان المَرحوم) (الفَرح) "وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا".

وصفة (الإنسان منزوع الرّحمة) (اليأس) "ثمّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ".

وشرط (الشّمول بالرّحمة) (الرّاحمون يرحمهم الله تعالى) والعكس صحيح.

وأخيرًا...

النّاس مع "الرّحمة" ثلاثة أصناف: (المرحومين الّذين "ذاقوا وأذاقوا" الرَّحمة) " أذقناه رحمة"، و(الرّاجون للرّحمة) "يَرجُون رحمة الله"، و(اليائسون من رحمة الله) "يئسوا من رحمتي" اللهم لا تجعلنا منهم...

 


تعليقات