عماد الخطيب يكتب: خيمة سُوق عُكاظ عام 2021 “بلا شُعراء.. ولا جُمهور”

 

خيمة سُوق عُكاظ عام 2021

"بلا شُعراء.. ولا جُمهور"


لأنه يحبكم ويحب الحقيقة سيخبركم عن “تجربته الواقعية”، ومنها نتعلم

عندما يطفو الأمل على السطح، وتقترب مساحات من عشق النجاح إلى الأمل، تحضر إلى الشاطئ مراكب الحقيقة مخلفة وراءها مراكب الوهم، ولما كان من الصعب التنبؤ عما سيكون في المستقبل، خصوصا في ظل عدم وجود تخطيط واضح المعالم لأغلب مسؤولياتنا التي نحن فيه الطرف المستقبل، لا الطرف المصدر، بتنا في ظل ظروفٍ صعبة، وصار لزامًا أن يحذرنا أحدٌ بأننا على أعتاب سنة أزمات، وكان هذا الأحد هو (طلال أبوغزاله) لأنه يحبنا ويحب الحقيقة، فلم يخفِ أننا على أعتاب سنة أزمات، وستجرّ علينا تلك الأزمات أزمات أخرى: اجتماعية، أو صحيّة، فتعلّمية، وهكذا

لقد آثر طلال أبوغزاله، ومنذ زمن بعيد – آثر العمل في الأزمات، واعتاد خوضها وتجاوزها، بل وتحويلها إلى إنجازات، ومن ذلك ما سطّره في ظل أزماته، متحدّيًا العالم وما يمرّ به؛ وهدفه الذي يحلو أن يتحدّث عنه هو أن نبقى – العرب أعني – على مصافّ الدّول المتقدمة التي يحقّ لها أن تقود العالم، كما قادته من قبل – يقول: “ما سطّرناه في ابتكارنا للأجهزة الحاسوبية واللوحية الذكية التي كنا نناشد العالم بضرورتها لكل فرد.. باتت تمثل [كتاب المستقبل وألف باء الثقافة الجديدة]؛ لأنها لغة العصر القادم، ولأنها تكنولوجيا القرن الجديد”.

إننا نعيش في “سوق عكاظ” جديدة بلا شعراء ولا جمهور!

إنها سوق “الذكاء الاصطناعي AI” وشاعرها الفحل هو حامل اللابتوب (الحاسوب) الذي لن يهزمه أحد مهما بلغ عدد الأبيات المطلوبة منه، وجمهورها هم حملة التابلت (الجهاز اللوحي) القادرين على تمييز الشعر والمعلومة والحكم عليها بطرفة عين؛ إننا نعيش في مرحلة التّعلّم والعمل عن بعد، وهذا لن يكون إلا من خلال جهاز الحاسوب أو الجهاز اللوحي، ودعنا نطلق اسمًا واحدًا مشتركًا على كل جهاز قادر على استنساخ المعلومة من اليوم فصاعدًا – دعنا نسميه (الصّديق الوفيّ).

إن على المعجم العربي أن يغيّر تعريف الأميّة لتصبح دلالة على كل (فقير في المعرفة) في (عصر المعرفة) الذي يعتمد أكثر ما يعتمد على (أصول علم الحاسوب ولغة الذكاء الاصطناعي)، ولا نعلم إلى أين تجري بنا تقادير التقنية العالية؟ وإلى أي مدى يمكن أن يتغير تعريف الأمية فيما نستقبل من أيام؟!

لقد نجح طلال أبوغزاله في اختراق الأزمة الحالية وهي ليس أزمة مرض فقط، بل أزمة تواصل، وتقديم خدمات، “وكان نجاحنا لافتًا ونحن نرتب أوراقنا ونعطي مثالا واضحا لعشق العمل، ونتميز في مزاولة العمل عن بعد؛ فبرامجنا التقنية جاهزة، وزملاء العمل عندنا على دراية فوق الممتازة في عملهم غير المرتبط بمكان أو زمان، واستمرت إنجازاتنا فتجاوزنا الحظر، ودرّبنا منتسبي دوراتنا عن بعد، وكتبنا أخبارنا، ونشرناها عن بعد، والتزمنا بعروضنا، وعقودنا عن بعد، ومارسنا أغلب أعمالنا المرتبطة بالنُظُم الرَّقميّة، من خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحويل الرقمي، إلى ما يرتبط بمنصة التّدريب التّعلّميّ الرّقمي(أون لاين)، فتطبيقات نظام الأرشفة الإلكترونية (الأتمتة)، فما تقدمه إذاعتنا إذاعة وتلفزيون طلال أبوغزاله للأعمال والثقافة من نشر ما يساهم في زيادة الوعي لمجتمعنا عبر بثهما لأحداث أو فعاليات أو قراءات أو ثقافات متنوعة وهادفة، مع الاهتمام بفئات الأعمار المختلفة، وبث ما يفيد في أحداث وباء العصر، وصولا إلى ما تقدمه مؤسسة طلال أبو غزاله لخدمة المجتمع (TAG-Foundation) من مبادرات ذات أنشطة متعددة تتولّى مسؤولياتها الاجتماعية التي تؤمن بدورها الهادف تجاه التنمية المستدامة…”.

إنه طلال أبوغزاله..

يعمل بصمت، وعلى مدار الأيام، ولا يخصّص لعمله أيامًا دون أخرى، ولا ينتظر دعوة من أحد، ولا ينتظر ردّة فعلٍ تكون سببا في انطلاقتنا نحو “سوق عكاظ”؛ لأنا جاهز وبضاعته معه يتزوّد بها ويزَوِّدُ بها غيرَه

سلك أسلوبًا مبرمجًا ومنظمًا وممنهجًا يضمن بناء القدرات، وساهم في صناعة جيلٍ يملك ما يؤهله لإعالة نفسه وأسرته من أدوات مهاريّة ومعرفيّة، ولم يقف عند هذا الحدّ، بل قام، ورغم تقديره لحاجة منتفعيه إلى تلك الخدمات بصورة مستمرة وقابلة للديمومة، بالتبرّع عبر السنوات بمعدل ثلاثة ملايين دينار سنويًّا، وجاء تبرّعه – رغم أنه مؤسسة مهنية وليس شركة تجارية استثمارية أو منظمة عامة – شعورًا منّه بأداء واجبه تجاه مجتمعه؛ لأننا “ندور معًا لننجو معًا”.

إن “طلال أبوغزاله العالمية” لا تقدّر الأزمات، ولا تتمناها، حمانا الله منها جميعًا، ولكنها تطلب ألا تقف تلك الأزمات عقبة أمامنا، وأن تكون فرصة لنا لاكتشاف ما ينقصنا وتوجيه أنفسنا إلى الأصح دائمًا، وعلى العاقلين الاستفادة من فرصهم.

وأخيرًا..

يعلمنا طلال أبوغزاله: “ألا نتشاءم من مستقبلنا، لكننا نتوقع ما سيخدمنا فيه، فإننا في طلال أبوغزاله ننظر إلى عالمٍ مستقرٍ فيه احترامٌ لمكونات هذا العالم أجمع، وفيه نظام وقائي لإدارة الأزمات، تمامًا كما ابتكرناه وجهزناه لنضمن جاهزية مؤسساتنا العاملة في حالات الأزمات والطوارئ، ونضمن توافر الخدمات الأساسية فيها، ونُواصل تقديم خدماتنا ونُدُير مشاريعنا، ونبقي عمود خيمتنا في “سوق عكاظ” مرفوعًا، في ظلّ وَطَنٍ يُحبّنا ونُحبّه.

 


تعليقات