التعليم مسؤولية من؟ تحرير د. عماد الخطيب، تدقيق: فريق مآل للبحوث والدراسات

 سلسلة مقالات مآل... 2024


يحررها: فريق #مآل_دراسات_و_بحوث 

التعليم مسؤولية من؟

....... 

من سيحاسب معلما أساء الأمانة؟ وقصر أو أخطأ أو لم تكن أقواله كأفعاله؟

هل يقبل معلم أن يحاسبه طالبه إذا خرج سؤال عما شرحه له؟ 

من هي الجهة التي ستأخذ حق الطالب من معلم أساء التقدير في تدريسه؟ 

هذا من جهة.. 

ومن جهة أخرى:

هل تنقسم العقول إلى ذكي وغبي! 

ما هو النظام العلمي الذي يحقق أعلى نسبة فهم للطالب: الأمريكي. أم البريطاني. أم الياباني. أم الفرنسي. أم الوطني... أم ماذا نختار! 

ماذا عسانا أن نفهم من بلاد تدرس بنظام دخيل، ومن بلاد تلحق بطلبتها تدرسهم بنظامها حيث عاشوا، وأهلها يثقون بما جهزه نظامهم التعليمي لهم. 

ما الحكمة المنتظرة من جيل لا يثق بما تنتجه بلاده. وكيف تصل الحكمة إلى جيل يقرأ عن تاريخ بريطانيا أكثر من تاريخ أمته! 

هل تختلف العلوم باختلاف اللغات؟ لا. 

ولكن الذي يختلف هو الفكر. 

لقد حررت الدول نفسها.. استقلت بفكرها..ومنها من احتكر علوما في الفضاء أو في الذكاء الاصطناعي.. أو غيرهما.. ويظنون جهلا بأن تجاوز حد اللغة سيمهد الطريق لاختراق هذا الاحتكار. أي حماقة هذه! 

الحل هو بعودة الثقة إلى طالبنا.. واستعادة ثقتنا بإمكانياتنا، وزرع روح العزة بطلبتنا؛ لنتمكن من رؤيتهم : صناعا مبتكرين.

فالصناعة وأدواتها الذكية ليست أرقاما يتعامل معها التاجر دون أن يكون له أي علاقة بمستوى علمي! 

وإن أرقام التجارة يعرفها العالم والجاهل. أقصد معرفيا. 

وأقدر أن الجهل بالمعرفة يصنع رصيدا آخر لها من جهة العلم بأسرار التجارة. 

وبعد،

فثمة من يملك الملايين دون أن يبدي أي اهتمام بمعرفة من أي قبيل.. ولا علاقة لعلم بكثرة مال!

وأخيرا..

إن مسؤوليتنا في التعليم ومن واقع خبرتنا تقول للأجيال: لن يفلح أي نظام في تطويرنا معرفيا، وما سيطورنا هو خمسة من العدم، هي:

عدم ربط المعرفة بجني المال. وعدم ربط المعرفة بلغة معينة. وعدم ربط المعرفة بالتعلم الوجاهي أو الرقمي عن بعد. وعدم ربط المعرفة بفضاء الإنترنت فقط. وعدم الاقتناع بالفجوة المهولة بيننا وبينهم.

الأمانة تقتضي أن نعلم أجيالنا بلغة يفهمونها، ويتعايشون بها، ولا أعني العربية المجردة عن أي مصطلح يخدم الصناعة والابتكار. بل من البدهي أن تحتوي لغة العلوم كثيرا من المصطلحات الدخيلة.

ولا بد من لجنة مناهج صادقة تتابع كل صغيرة وكبيرة؛ كي ننطلق إلى التعلم بالحكمة لا التعلم بالمعرفة المصطنعة؛ والحكمة تعني الإجابة عن: ماذا أتعلم. ولماذا أتعلم. وكيف سأفيد الأمة مما تعلمته. 

وإلا ستضيع المسؤولية. وتميع الحقائق مع الدعايات. وتقاس الأمور بغير معاييرها. ونبقى نقلد، ونتبع لا نبادر ونبتكر. وهذا ما يريدونه. وإلا فسيكون مصيرنا الموت والدمار...

تعليقات