الرّزق" في القرآن الكريم.. سلسلة مقالات.. وذلك مما أعملني ربّي، بقلم: د.عماد الخطيب

 سلسلة مقالات شهر رمضان الفضيل..

سلسلة مقالات.. وذلك مما أعملني ربّي، بقلم: د.عماد الخطيب

"الرّزق" في القرآن الكريم




هل تعرف صفات الرّزّاق سبحانه وتعالى؟ هل تعرف صفات المَرْزُوقين في السّماء الأرض؟ وهل تعرف شروط دوام الرّزق؟

ورد لفظ (الرّزق) في القرآن الكريم (123) مرّة، كلّها مربوطة بالله جلّ وعَلا.

وزاد ورود (الرّزق) اسمًا على الفعل، بواحد: (62) اسمًا "رِزْق الله"، وجاء مبالغة "إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ"، وورد (61) مرّة فعلا متعدّد الأزمان [الأمر: "وَارْزُقْ أَهْلَهُ"] و[المضارع: "يرزقكم من السّماء والأرض"] و[الماضي: ""رَزَقَكُم الله"] ومتعدّد البناء، ومهما كان بناؤه ففاعله هو الله جلّ وعَلا و" رُزِقُوا منها".

وإذا تكرّر ذكر (الرّزق) في آية واحدة، فإنه يأتي (اسمَين) "وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ فَمَا الَّذينَ فُضِّلوا بِرادّي رِزقِهِم"، أو(اسمًا) و(فعلا)، وتارة يذكر مرّتين " يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ "، وتارة ثلاث مرّات "كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ".

و(الرّزق) من دلائل عظمة الله تعالى.. 

وارتبط ذكر (الرّزق) بصفات لا يملكها إلا الله سبحانه وتعالى مثل (الخلق)، و(الإحياء) و(الموت) و(المُلك).. ولا يتبادل (الرّازق) "فَابْتَغُوا عِندَ اللَّـهِ الرِّزْقَ"، و(المَرزُوق) أماكنهما " لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا"، وهو قوله تعالى: "مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ".

و(الرّزق) له (3) أماكن (السّماء) "وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً"، و(الأرض) "وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ"، و(الجنة) "رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا".

ودلّل على (الرّزق) ألفاظ منها (البَرَكَات) "برَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ"، و(الطّيّبات) "كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ"، و(الحياة الطّيّبة) "فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً".

ولم يقتصر (رزق) الله تعالى على (الإنسان) فقط، بل هو لكلّ ما نعرف، وما لا نعرف "وَتَرْزُقُ مَن تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".

وخصّ الله تعالى (رزق) (الدّواب على الأرض) ذكرًا "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا"؛ إتمامًا لعظمته سبحانه.

ولم يخرج معنى (الرّزق) عن معناه المباشر (العَطَاء) "وممّا رَزَقْناهم يُنفقون"، بل جمعت له معان أخرى، هي (الطّعام) "من ثمرة رِزْقًا"، و(المطر) "وفي السّماء رِزقكم"، و(النّفقة) "وعلى المولود له رِزْقُهنّ"، و(الثّواب) "بل أحياء عند ربّهم يُرْزَقُون"، و(الجنّة) "ورِزْقُ ربّك خيرٌ وأبقى"، و(الشّكر) "وتجعلون رِزْقَكُم أنّكم تُكذّبُون"، و(الفاكهة) "وَجَدَ عندها رِزْقًا". 

وأخيرًا...

فلديمومة (الرّزق) شروط هي (الإنفاق) "أنفقوا مما رَزَقْنَاكم"، و(التّقوى) "وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"، و(الاستغفار) " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِدْرَارًا"، و(العمل الصّالح) "كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا"، و(التّقوى) "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ".

وفي (الرّزق) علامات لتفضيل الله تعالى بين البشر، وعلامات ابتلائه سبحانه لهم ""وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ فَمَا الَّذينَ فُضِّلوا بِرادّي رِزقِهِم".

وتكرّر جمع الله تعالى (الرّزق) فِعلا بين (البشر) و(أبنائهم) بتبادل التّبعيّة بالضّمائر "نَحنُ نَرزُقُهُم وَإِيّاكُم"، و"نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم"؛ لأنّ أشدّ ما يخاف عليه (البشر) بعد (رزقهم) هو (رزق أبنائهم)!

تعليقات