ردا على الأب الغني والأب الفقير

 

الرسالة.. رسائل
ردا على الأب الغني والأب الفقير
الحب وأشياء كثيرة لا تقاس بالمال
الطلقة الأولى.. وجرس الإنذار
مصطلحات يجب أن تموت بيننا
احفظ.. ثم احفظ.. ثم احفظ



.....
لم يعد مستوى تفكير أبنائنا يستوعب القصة التقليدية التي تربينا عليها منذ زمن وهي "قصة صراع العلم والمال"، ولم يعد من السهل أن تحاضر في جمع من الشباب العاطلين عن العمل؛ لتحثهم على تطوير ذواتهم! والأصعب أن تحاضر في إخوان هؤلاء العاطلين عن العمل؛ لتحثهم على "أكل الكتب"! مصطلح فاشل منذ أن نشأ، ولا علاقة له بالعلم لا من قريب، ولا من بعيد!
وعلى سؤال الاستذكار أن يموت من قائمة الأسئلة التي لا يتقن غيرها، أغلب معلمينا الأفاضل، و الكارثة عندما يتلو معلم الرياضيات الأسئلة والإجابات كأنه في درس نصوص شعرية، ولا يتقن، الأغلب، أن يدرس النظرية: كيف جاءت، ولماذا جاءت، وما أهمية تعلمها لصناعة الصاروخ مثلا.. وهذا ينطبق على معلمي الفيزياء والكيمياء والأحياء؛ وحجتهم أن التوجيهي لا يريد أكثر من حفظ أسئلة الكتاب (استيقظوا) وأميتوا مصطلح الحفظ من قاموسكم!
شكرا  لأيهم وراشد وإلى كل أب وأم، ما ينقص من المدرسة أكملاه أنتم: يا آباء الماضي..تحضروا، العبوا مع أولادكم ألعابهم الرقمية، فلم تعد "كرة الشرايط" تملأ عيونهم! راقبوا معلمي أبناءكم، ووجهوهم للحاجة النفسية التي تملأ الفراغ العاطفي عند أبنائكم. وعلى أنظمة التدريس أن تذهب حيث أتت؛ فلا يلزمنا "سات" لكي نكون مبتكرين. النظام هو الذي يلزمنا. وليست الكتب المكتوبة بأي لغة. لقد أثبت زمن النت الرقمي مهزلة أنظمة التعليم الناطقة بغير العربية، وابتعدنا كثيرا عن الهدف، فما ضرني هو حشو منهاجي بالغث والسمين، ومطالبتي أن أحفظ ١٦٠٠ صفحة في عام، ومحاسبتي على استذكار الكلمات، دون أدنى احترام لرغبتي في الابتكار. لا تسألني: عرف، وعدد.. بل اسألني: ابتكر نموذجا يحاكي ما درسته لتحليل كذا..
أميتوا فكرة التعليم للجميع والأسلوب نفسه يصلح للكل.. لا، بل أحيوا فكرة أن يختار المتعلم ما يريد، ويترك ما يريد، ونحترم عقله، ولا نتحدى حفظ عقله، ولكن أن نثير فيه تحدي الذات لاختراع أشياء المستقبل..
يا أيها الأب الغني: اعرف أن غناك وحدك ليس هدفا؛ لأن أبناء الأب الفقير لن يظلوا عبيدا طيلة الدهر.. إنها لعبة المال التي صنعناها وصدقناها، فيا أيها الأب، ويا أيتها الأم: لن يقهر ابنكم المبتكر لأي نظرية أي مال مهما كان! إنه الفرق بين الواثق والمهزوز وليس بين الغني والفقير.. لم نقرأ في أي تعريف لسير النبلاء في ٢٥ جزءا أن ثمة علاقة بين عالم ومستواه المادي! لا أقول أن تعيش فقيرا وستبدع. لا! أقول الإبداع شيء، والغنى شيء آخر، وما بينهما أي علاقة. كما لا علاقة بين الفقر والإبداع.. ولا أقول عن مستويات علامات التوجيهي عند العرب التي لا تقيس إلا الحفظ، ثم نستغرب إذا حصل فقير على علامة كاملة! أي سخف هذا، من قال إنه ثمة علاقة بين الحفظ والفقر أو الغنى، وهل تزداد قوة حفظي إذا كنت غنيا! طبعا لا، فازرع يا أبي وازرعي يا أمي في عقلي حبي لذاتي وحبي لاحترام ذاتي.. ولا تنسينا أشغالنا التي لا ترحم ولو كل يوم جمعة أن نحب بعضنا ونتبادل الحب، ونحضن أولادنا.. نتبادل القبل كل يوم بعد العودة للمنزل.. سنتذكرها في أول ردة فعل.. ومن لا إحساس له لا قيمة له.

تعليقات